العالم الخارجي ونظرية الحِس المشترك
العالم الخارجي ونظرية الحِس المشترك
يكتسب الإنسان معرفته بالعالم الخارجي عن طريق الحواس الخمس: “النظر، والسمع، واللمس، والشم، والتذوق”، وتعد حاسة النظر صاحبة الدور الرئيس التي من خلالها ندرك الهيئة التي عليها العالم الخارجي، وفي حال انتاب الإنسان شك فيما يراه، فإنه يستعين بالحواس الأخرى ليتحقق من حقيقة ما يراه، كقيامه بالتأكد عن طريق حاسة اللمس أن هذا الشيء بارد بالفعل وليس ساخنًا.
وقد تعددت النظريات للإجابة عن أسئلة هل يمكن أن نتيقن من حقيقة الأشياء الموجودة في الخارج أم لا؟ فنظرية “الحِس المشترك” والتي يعتمد عليها غالبية الناس تفترض أن هناك عالمًا من الجمادات كالأشجار والبيوت والسيارات والطائرات، وغيرها من الجمادات نتعرف عليها مباشرة من خلال الحواس الخمس، وهذه الجمادات موجودة في الخارج مستقلة عنَّا سواء أدركناها بحواسنا أم لم ندركها، كما أن هيئتها لا تتفاوت عندما تظهر لنا وندركها، فكُرة القدم دائرية في الواقع الخارجي، وستظل هيئتها دائرية ولن تتحول هيئتها إلى مثلث أو غيره، فالحواس الخمس تعطينا تقديرًا واقعيًّا لما هو موجود في الخارج بالفعل، لذا يجب الاعتداد بها على وجه العموم.
وقد وُجهت عدة انتقادات لنظرية الحس المشترك كونها غير مُرضية، ومن بين تلك الانتقادات “برهان الوهم” الذي يرى أننا عادة ما نثق بحواسنا إلا أنها أحيانًا تضللنا، فنحن عندما نضع عصى مستقيمة في الماء فإننا نراها منكسرة، وكذلك ظاهرة السراب وغيرها من الظواهر الطبيعية، لذا فإن برهان الوهم يرى أننا لا نستطيع أن نتيقن في أي لحظة من اللحظات أن حواسنا تنقل إلينا الحقيقة أم تضللنا؟!
ويتم الرد على برهان الوهم، أنه رغم إمكانية الوقوع في الخطأ في الرؤية في ظل الظروف الاستثنائية، فإن هناك ملاحظات لا يمكن للإنسان أن يشك فيها، كقيامك أيها القارئ بقراءة أو سماع هذا الملخص، فلا يمكن أن تشك في حقيقة أنك تقرأ الآن هذا الملخص أو تسمعه، لذا فإن هناك أمورًا لا تقبل أي مجال للشك أو الجدل، ولو لم نمتلك مثل تلك الحالات اليقينية التي لا مجال للشك فيها ما استطعنا أن نقف على أي مفهوم للمعرفة.
الفكرة من كتاب الفلسفة.. الأسس
يعتمد هذا الكتاب على عرض بعض المسائل الفلسفية بأسلوب يعتمد على “الموضوع”، بدلًا من الاعتماد على السرد التاريخي للفلسفة، وهو يهدف من وراء ذلك إلى تزويد القارئ بأدوات التفكير في القضايا الفلسفية، ليقوم بعد ذلك بالتفكير والتفلسف بنفسه، وترجع أهم أسباب الحاجة إلى دراسة الفلسفة إلى كونها متعلقة بالنظر في مسائل أساسية في الحياة، كتلك المتعلقة بـ”الوجود”، ولماذا نحن هنا؟ وهل هناك إله خالق لهذا الكون؟ وهل يوجد معنى وغاية من حياة الإنسان أم أنها بلا غاية وبلا معنى؟ فالفلاسفة يهتمون بفحص مثل تلك المسائل والقضايا التي لا يعيرها غالبية البشر أي اهتمام، هذا الفحص الذي يبين لنا الأساس الراسخ لبعض القضايا، والأساس الرخو للبعض الآخر.
مؤلف كتاب الفلسفة.. الأسس
نيغيل واربورتون : كاتب وفيلسوف بريطاني، حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
له العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجمت له إلى اللغة العربية عدة كتب، أبرزها:
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.
حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا.