العارف بالله
العارف بالله
إن معرفة الله تعني خشيته، وخشيته تعني طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه حقًّا، ويضرب الكاتب المثل بإبليس الذي سُمي “بطاووس العارفين” لفرط زهوه بعلمه وعبادته بين الملائكة، بيد أن سي الأدلة على المعرفة هو السلوك عند الأمر والنهي، فلما أتى الاختبار الحقيقي لمعرفة إبليس، وأمره الله بالسجود لآدم شق ذلك على كبريائه فأبى ونسي مقام ربه وخالف سلوكه.
ويرى المؤلف أن إبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة في سلوك الإنسان العصري وفكره، فإبليس متمثل في التعجرف العقلاني للفلسفة الغربية، وفي الإرهاب الفكري في الأيديولوجيات المادية، وفي العنصرية عند اليهود، وكل ذلك ما هو إلا جهل وكبر وإن سمي بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة.
وقد يكون الفلاح البسيط الذي يطوف حول الكعبة باكيًا متهللًا عنده علم أكبر وأعمق بالله من علم دكتور السوربون المتخصص بالإلهيات، وهؤلاء البسطاء قد سبقونا بالطاعة والتقوى والتزام الأمر، وما كان الأنبياء بمعجزاتهم وإنما باستقامتهم وأخلاقهم، وسوف يأتي المسيخ الدجال فيحيي ويميت وينزل المطر ويشفي وتحدث على يديه المعجزات فلا تزيده إلا دجلًا، فما أكثر العلماء ممن هم مع الأبالسة وما أكثر الجهال وهم من العارفين، ولذا يقول الله عز وجل عن الآخرة إنها ﴿خافضة رافعة﴾ ترفع من حسبناهم جهالًا وكانوا بالله عارفين، وتخفض من حسبناهم علماء وهم ما قدروا الله حق قدره.
الفكرة من كتاب نار تحت الرماد
بين صراعات الإنسان الداخلية بين المادة والروح، بين انتحار أهل الترف وانتحار أهل التطرف، وبين طغيان الإنسان بعلمه وجهله، بين كل تلك القضايا وغيرها يأخذنا الكاتب في جولة لتدارس أسباب وعلاجات تلك الظواهر الدينية منها والمجتمعية والسياسية.
مؤلف كتاب نار تحت الرماد
مصطفى محمود؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة، منها العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وأدب الرحلات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الله.
السؤال الحائر.
الإسلام ما هو.
على حافة الانتحار.