الطمأنينة والسعادة
الطمأنينة والسعادة
حياتنا هي نتاج أفكارنا، لأنها تصوغ أفعالنا ولها التأثير الأكبر في شعورنا، فإذا كانت تراودك باستمرار أفكار سلبية فإنها تحطم من إرادتك وتحولك إلى تعيس يائس، وعلى العكس إذا كانت الأفكار عن قدرتك على التأثير والتحكم في محيطك فإن ذلك يجلب لك الطمأنينة، وكلما ركزت على المتاعب والمشكلات التي تعانيها فسوف يزداد قلقك وحزنك، فحاول من حين لآخر التركيز على النعم والمميزات التي تتمتع بها.
تعد الرغبة في الانتقام من أكبر أعداء الطمأنينة والسعادة، وتكلفك راحة البال، ويبدأ الغيظ والحقد يسيطران على مزاجك ويفضيان بك إلى القلق من جديد، فمهما كان الثمن الذي ترفضه لكي تسامح وتنسى فلن يكون أكبر من الثمن الذي تدفعه عندما تعطي الحق في التأثير على مزاجك وحياتك لأحد غيرك.
من أسباب كره الناس أيضًا أن تنتظر الشكر من أحد بعد أن ساعدته، ولكنه قابل مساعدتك بالجحود، هذه طبيعة في البشر فهم ينسون، فلا تربط أفعال المساعدة بما سيعود عليك من شكر، بل ابذل لأجل البذل، لأنها عادة تربيت عليها، فلا تتشبه بأحد، واعرف نقاط قوتك وضعفك، وتذكر أن لكل فرد شخصيته المميزة، التي يجب أن يتعامل من خلالها بدلًا من محاكاة شخصيات الآخرين.
والخلاصة أنه يمكن اختصار جوهر السعادة والطمأنينة في الاهتمام بأمورك الخاصة، والتقليل من انشغالك بالاهتمام بالآخرين، ومهما كانت الظروف السيئة التي تعاني منها، حاول أن تخرج بأفضل النتائج ممكنة.
الفكرة من كتاب دع القلق وابدأ الحياة
إذا أعددنا قائمة بأكثر المشاعر عداء وتدميرًا للإنسان، فما الشعور الذي من الممكن أن يتربع على عرش القائمة، قد تتنوع الإجابات حسب خلفيات الأفراد، ولكن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان هو أن القلق سيكون من المنافسين الشرسين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أنه شعور أصيل لدى كل فرد، فمن منا لا يقلق؟
يراه العديد الشعور الأكثر تهديدًا للسعادة والسلامة الذهنية، خصوصًا عندما يتضخم ليتحول إلى وحش كاسر يقتات على حياة صاحبه، محولًا إياها إلى جحيم دائم من الخوف والتفكير، فما المعلومات المتوافرة لدينا عن ذلك الوحش الكاسر؟ وما أسلم وأكفأ الطرق للتعامل معه؟ هل يمكن التخلص من القلق بإزالته كليًّا أم فقط يمكننا التحكم به؟ ما مسبباته في المقام الأول؟ وكيف نضمن الحصول على السعادة والطمأنينة والنشاط في غيابه؟
مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة
ديل كارنيجي، ولد في نوفمبر عام 1888بنيويورك لعائلة فقيرة، درس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، وتنقل بين عدة وظائف لم يرتح فيها، حتى اكتشف قدرته الكبيرة في التأثير بالناس، وبدأ بعقد دورات في الخطابة العامة، ثم تحولت إلى دورات مكثفة ومحاضرات في التنمية البشرية وتطوير الذات، حتى أصبح رائد هذا المجال، وافتتح معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية لمساعدة عامة الناس ممن يعانون مشكلات في تطوير ذواتهم والتخلص من عاداتهم السيئة، توفي عام 1955م بسرطان الدم.
من أشهر كتبه وأكثرها تأثيرًا كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” و”فن التعامل مع الناس”.
معلومات عن المترجم:
عبدالمنعم محمد الزيادي، صحفي وكاتب ومترجم مصري الجنسية، بدأ عمله في مجلة الاثنين بدار الهلال، حتى رأس تحرير المجلة النفسية حياتك وكان منشئها، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، له عدة كتب مترجمة مثل “دع القلق وابدأ الحياة” و”كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، كذلك من أعماله الخاصة كتاب “أين السعادة”.