الطفولة والقرآن الكريم
الطفولة والقرآن الكريم
هناك قواعد شرعية تُيسر علينا العملية التربوية، ومنها حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “مرُوهم لسبعٍ، واضربوهم لعشر”، وما بين السبع والعشر سنوات، يحتاج الطفل إلى التحفيز وليس الضرب، ولكي تحفزه لحب القرآن وحفظه، يكون عن طريق المكافأة والتقدير، ويُمكن إلحاقه بحلقات تحفيظ في الكُتّاب أو من خلال مُعلم خاص مع متابعة أسلوبه في التحفيظ أو من خلال الوالدين، وزيادة الثناء على الطفل كلما خطا خطوة تجاه الحفظ بجدية ونجاح، وربط كرامة الطفل بكرامة القرآن، فمثلًا لو حدث وفعلَ فِعلًا خاطئًا يُخبره أحد والديه بأنه لن يُعاقب لأنه حافظ للقرآن، وتكون له الأولوية في اختيار نوع الهدية التي يريدها، لأنه أيضًا حافظ للقرآن وتكرار ذلك على مسامعه، وتفهيمه مكانة حافظ القرآن عند الله عز وجل، ومكانة القرآن عند المسلم، والاستمرار في قصّ القصص القرآني على مسامعه، مثل قصة قابيل وهابيل، وقصة سيدنا يوسف وغيرها، مع التجديد في الأسلوب واستخدام الوسائل، من خلال القصص الملونة والمكتوبة.
أما من سن الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة، فتختلف الوسائل المستخدمة، وذلك بسبب التقدم العُمري والعقلي عند الطفل، في هذه المرحلة العمرية يزداد ترابط الطفل بأصحابه، وتتسع دائرته الاجتماعية ويسعى إلى تطويرها، لذا من الممكن استثمار ذلك، من خلال إلحاقه بحلقات القرآن مع أصحابه، وإشراكه بمعسكرات خاصة بالقرآن الكريم للحفظ وتعلم تجويد القرآن أيضًا، مع تشجيعه ومنحه مكافآت، والاستمرار في رواية القصص القرآني، كقصة سيدنا موسى، وأصحاب الأخدود، وأهل الكهف، والوسائل السمعية والمرئية، ومن الممكن وضع لوحات في أماكن بارزة بالمنزل، مكتوب عليها أحاديث شريفة تحث على حفظ القرآن، ومكانة حفظة القرآن، وعمل مسابقات جماعية بينهم، لكن بين مجموعات مُقاربة في المرحلة العُمرية، ووضع جوائز مادية قيمة لهم، وكما يذكر الكاتب “ويُفضل في هذا السن أن نُشِعر الأبناء أن القرآن مصدر كل خير، وأن نتجنب تراكم الأوامر والواجبات عليه، حتى لا يكون القرآن الكريم مصدرًا لتراكم الأعباء، ومصدرًا للضرب والعقاب النفسي والمعنوي”.
الفكرة من كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
العلم كله خير، وإن الأمم تسود بتعليمها، الذي ينعكس بالتتابع على أخلاقها ومعاملاتها، فما بالك بأمة إسلامية تسودها تعاليم الإسلام، وخُلق القرآن الكريم! وخير المجتمعات في التاريخ كان مجتمع الصحابة، الذين كانوا يتسابقون في حفظ القرآن الكريم قلبًا وقولًا، وسلوكًا، ويتعلمونه ثم يعلمونه لأطفالهم، طاعةً لأوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإتباعًا لمنهجهِ التربوي، حتى قال أحد الصَالِحينْ: “علِّم وَلدكَ القُرآن، وَالقُرآن سَيعلِّمهُ كُل شَيء”.
وتعليم القرآن لطفلك أحد أسس البناء التربوي الذي يجب أن يستهدفه الوالدين، فهو لبنة تربوية صالحة في بناء الطفل الشرعي التربوي، لذا يجب أن يستعد لها الوالدان تربويًّا وعمليًّا، وفي هذا الكتاب يرشدنا الدكتور سعد إلى كيفية تحبيب القرآن الكريم إلى أطفالنا، واستخدام وسائل تربوية لتعليمه لهم، وغرس حب القرآن في نفوس الأبناء، كي يستطيعوا التخلُّق بخُلق القرآن الكريم.
مؤلف كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، ومُدرب، وحاصل على ليسانس الآداب بقسم علم النفس، وحاصل على دكتوراه فى علم النفس، ومستشار جودة التعليم، ومؤهل المؤسسات التعليمية لضمان جودة التعليم، ومستشار الموارد البشرية بمركز إشراق للتدريب، ومقدم برامج فضائية تربوية على قنوات متعددة.
وله كتب عديدة منها: “أبي اجلس معي ساعة”، و”كيف نحمي أطفالنا؟”، و”الدليل الشامل للنجاح والسعادة”، و”أسعد بنت في العالم”، و”البناء النفسي للطفل: تنمية التفكير الإبداعي”.