الطفولة المُبكِّرة
الطفولة المُبكِّرة
يكون الطفل في مرحلة الطفولة المُبكِّرة محبًّا للعب والمرح، ومُستمر الحركة، وذلك لتنمية مهاراته وقُدراته، وكُلما اكتشف مهارة بدأ البحث عن أخرى، فتظهر لديه رغبة في تقليد الآخرين دون تمييز للصواب والخطأ، مما قد يؤثِّر في سلوكه بشكل إيجابي أو سلبي، لذا يجب أن يتم التعامل معه بحكمة، وأن يتعلَّم ما يمكنه فعله وعدم معاقبته على أخطائه، فهو بمنزلة الصفحة البيضاء التي تُوضع فيها الخطوط الأولى لتكتمل اللوحة.
وتكون ذاكرته وقدرته على الحفظ في تلك المرحلة على مستوى عالٍ، لذا لزم استثمارها في تنمية الثروة اللغوية، كما يقوم الطفل بنسج المُدخلات في خياله، فتكثر أسئلته، وهذه فرصة جيِّدة للحوار معه وتعليمه، وتشجيعه والثناء عليه، أمَّا العوامل المؤثرة في نموه العقلي فهي حالته الصحيَّة، ومستوى الاهتمام بالقصص التربوية، وقُدرة الأبوين على تعزيز إبداعه من خلال اللعب والإجابة عن تساؤلاته بما يُناسب مستواه العقلي، ومدى إتاحة الفرصة للاكتشاف وتجربة الأشياء، لكن الألعاب الإلكترونية والقصص الخيالية قد تؤدِّي إلى تشويه الحقائق وتضعف تواصله مع العالم الواقعي.
كما يبدأ في هذه المرحلة ظهور أثر الفطرة الإيمانية، فمعرفة الله فطرة في نفس الطفل تحتاج إلى من يُحرِّكها فتظهر، لكنه لا يستطيع التفريق بين الواقع وما يتصوَّره في خياله، فيتمثَّل الطفل بخياله على نحو حسِّي ويقاربها بما حوله، لذا تكثر أسئلته حول ذات الله تعالى “هل له يد؟ هل يضحك؟”، وذلك لأنه يُقارن بما يعلمه من نفسه وما يراه في بعض المخلوقات حوله، ودور المُربِّي هنا هو توجيهه إلى قواعد عقدية تضبط تصوُّره وحديثه عن الله (عز وجل).
الفكرة من كتاب غرس محبة الله في الطفل
إن مرحلة الطفولة هي المرحلة المؤثرة في حياة الإنسان بأكملها، فمن اللازم بذل الجهود لضبط عقيدة الطفل وعلاقته بربِّه (سُبحانه وتعالى) بطريقة مناسبة لعالمه الصغير، بطريقة يسهل عليه فهمها وينجذب إليها، ويكون ذلك بإيقاظ فطرته السليمة من خلال التأمُّل والتساؤل واللعب، فهذا الكتاب يُقدِّم أبرز التوجيهات لغرس العقيدة الصحيحة في الطفل ويشرح كيفية توصيل المعلومة إليه من واقع بيئته، وذلك بناءً على استبيان انتشر حول العالم شارك فيه قرابة تسعة آلاف مُربٍّ.
مؤلف كتاب غرس محبة الله في الطفل
هدى إبراهيم بخاري: باحثة ومستشارة شرعية في برامج الأطفال.
عفاف سالم الثمالي: معلمة مهتمة بتدريس العقيدة للأطفال.
نورة مسفر القرني: حاصلة على ماجستير توجيه وإرشاد تربوي.
أسماء محمد الجراد: كاتبة وخبيرة تربوية.