الطفل وأشياء أخرى!
الطفل وأشياء أخرى!
بالطبع ليست المدرسة أو الأسرة فقط مورد الطفل الأول للقيم والمهارات والمؤثر الأوحد فيه، بحسب بيئة الطفل وتنوُّع نشاطاته ودائرة اختلاطه بمن حوله تزداد موارده ومهاراته وقدراته.
الاحتكاك بالأقران في النوادي أو المسجد أو مع الأقارب والأصدقاء خارج المدرسة مهم ونافع إلا إنه سلاح ذو حدين، فإما تنمية وإما انتكاسة باكتساب عادات أو أخلاقيات سيئة سنظل نعالجها، بالطبع مثل هذه الأماكن تمثِّل ترويحًا ومتنفسًا جيدًا للطفل، إلا إنها تحتاج إلى متابعة من قبل المربين واحتياط وربما تدخُّل وقت الحاجة.
أيضًا تتسع دائرة التأثير لتشمل المواد الإعلامية من إذاعة وتلفزيون ومسرح مدرسة ومجلات ونحو ذلك، سواء كان ذلك الأثر في الحوار الذي هو موضوعنا الأصلي بشكل إيجابي أو سلبي أو على جوانب أخرى متعلقة بالطفل وجدانيًّا وسلوكيًّا، لا يمكننا أن نهمل ما لهذه الوسائل من تأثير إيجابي في تنمية قدرات الطفل العقلية واللغوية وتدعيم ثقته بنفسه وتحمُّله للمسؤولية واكتشاف ميوله وهواياته ومشاركته لأقرانه وتأثيره في مجتمعه، إلا إنها أيضًا سلاح ذو حدين، وهي حين تنمِّي مهارات معيَّنة قد تميت معها مهارات أخرى بشكل غير مقصود أو غير مباشر، والذي يحمينا من هذا هو أن نُحيط أطفالنا بسياج من القيم والمعاني الإيمانية ونسلِّحهم بالأخلاقيات المتناسبة مع كل مرحلة بما يستطيعون فهمه واستيعابه، وبما يؤثر في حياتهم تأثيرًا إيجابيًّا ملموسًا إلى حدٍّ كبير، بل ويُمكننا أن نستغل وسائل الإعلام من صحف ومجلات وبرامج تلفزيونية في سبيل تدعيم ذلك لديهم ونشر الوعي لهم، إذ إنه من المؤكد والمضمون أن هذا السياج من الإيمان والأخلاق والسلوك سيضمن لهم حياة هادئة سعيدة ومتوازنة، وقبل كل ذلك علينا أن نستثمر نحن في أنفسنا ونجعل منها قدواتٍ صالحة لهم فنطبِّق قبل أن نلزمهم بالتطبيق!
الفكرة من كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
تعدُّ مهارة الحوار من المهارات المهمة والمفيدة لأي شخص، بالغًا كان أو طفلًا صغيرًا، وهنا يحاول الكاتب أن يؤصِّل لأهمية هذه المهارة ويوزِّع الأدوار باعتباره ممارسًا سابقًا على كلٍّ من الأسرة والمدرسة وبخاصةٍ المعلم والمرشد الطلابي، كما يُقحم وسائ
ل أخرى ويرينا من زاوية أخرى تأثيرها البالغ في مهارة كهذه بلغة بسيطة وبأمثلة سهلة ميسَّرة لمن أراد الاستفادة.
مؤلف كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
سلمان خلف الله: معلِّم وأستاذ تربوي، استفاد من خبرته وتجربته في مجال التعليم، وخرج بهذا البحث، وله أيضًا كتاب آخر بعنوان “منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الناشئة”.