الطفل المُعاق في المجتمع
الطفل المُعاق في المجتمع
يمثِّل الطفل المعاق نسبة كبيرة في المجتمع تصل إلى 15%، وهي نسبة لا يمكن إهمالها، بل يجب الاستفادة منها واعتبارها مصدر تنمية، إذ إن الطفل المُعاق له طاقة إنسانية تميِّزه في المجتمع إذا تمَّ تأهيله وتهيئته عن طريق البرامج التي تُقيمها الدولة المُدركة أن تلك البرامج تُعدُّ مقياسًا لتقدُّمها واستثمارًا بشريًّا له عوائده الاقتصادية والاجتماعية، إضافةً إلى عوائده الإنسانية والعاطفية.
نستطيع هنا أن ننتقل إلى الأمر من بدايته، وهو وقاية الوالدين لأطفالهما القادمين من أخطار حدوث إعاقة هما السبب فيها، ولأن الإسلام قد جعل الطفل أمانة في عنق أسرته، وجب عليها أن تقيه أي أمراض شائعة عند ولادته، لذا يجب على الزوجين طلب الاستشارة الطبية ودراسة التاريخ المرضي لوقاية الطفل القادم من مخاطر الأمراض الوراثية، أما في مرحلة الحمل والولادة فيجب على الأم الابتعاد عن الأدوية المخدِّرة والتدخين والكحوليات، والحفاظ على نظافتها الشخصية، وبالانتقال إلى مرحلة الرضاعة والنمو الطبيعي سنجد أن الإسلام قد حثَّ على الرضاعة الطبيعية لكونها شكلًا من أشكال النمو الصحي، كما حدَّد الاتفاق بين الوالدين عن تراضٍ في أمر فطام الطفل إن كان عامين أو أقل، وكذلك اهتمام الإسلام بغذاء الأم لطفلها فأعطاها رخصة الإفطار سواء أكانت حبلى أم مرضعًا.
وفي مرحلة التربية اهتم الإسلام بنشأة الطفل وجعله سويًّا كونه ثمرة بيئة صالحة، وقد نصح الرسول الكريم (ﷺ) بأهمية تربية الأبناء فقال: “لأن يؤدِّب أحدكم ولده خير من أن يتصدَّق”، كما قال: “وأكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم”.
الفكرة من كتاب رعاية الطفل المُعاق
كانت إرادة الله أن يكون في خلقه أناسٌ اختلفوا عن غيرهم، وهم بشرٌ يستحقون الانخراط في المجتمع دون تمييزٍ أو تقليل من شأنهم، ولم يكن الإسلام ببعيدٍ عن الاهتمام بهم، كما عرفت الحضارات قدرتهم، وفي التاريخ الإسلامي من اهتمَّ بأمرهم من الخلفاء كعمر بن عبد العزيز والوليد بن عبد الملك، لذا تعلم الأمم المتقدمة أن المُعاق ليس بنقمةٍ على المجتمع إنما هو إحدى أدوات تنميته، وفي التاريخ من تركوا بصمةً كُبرى من ذوي الهمم لا يمكن أن تُنسى.
مؤلف كتاب رعاية الطفل المُعاق
محمود عنان: كاتب مصري وأستاذ التربية الرياضية في كلية حلوان، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية.
من أهم أعماله ومؤلفاته: كتاب “أولياء الأمور والأدوار النفس اجتماعية في منظومة التدريب والمنافسات الرياضية” والكتاب الذي بين أيدينا “رعاية الطفل المُعاق”.