الطفل الذكي.. والذكاء العاطفي
الطفل الذكي.. والذكاء العاطفي
هل الذكاء أمر فطري لا يمكننا التدخُّل أو التأثير فيه؟ أم أننا قادرون على أن نزيد من ذكاء أبنائنا ونجعلهم أكثر نباهة وذكاء؟
يقول الكاتب: إننا حتى وإن لم نستطِع أن نرفع من نسب الذكاء لدى أبنائنا، فإننا قادرون على تحسين أدائهم، ومهما كان الطفل ذكيًّا أو حتى عبقريًّا، يكفي أن تتعامل معه بشكل سيئ كي تقتل فيه كل إبداع، وعلى الرغم من أن هناك بعض الناس ولدوا بجينات عبقرية لا يمكن إحباطهم فإنهم فئة ضئيلة جدًّا، بينما الفئة الكبرى هم مشاريع للعبقرية أو الإجرام، تخيل معي الدنيا دون مصباح كهربائي، كان هذا سيصلح حالها لو أن (أم توماس أديسون) صدَّقت أن طفلها غبي كما قال أساتذته!
إننا بحاجة إلى أن نتحدث مع أبنائنا حديثًا إيجابيًّا، مليئًا بالتشجيع والتحفيز، وأن نؤكد لهم ثقتنا بهم واعتزازنا بمواهبهم وقدراتهم، وأن نعمل جاهدين على تشغيل طاقاتهم الذهنية، فالأذهان كأي عضلة أخرى في الجسم، عندما تتدرَّب يوميًّا تكون أكثر مرونة، ويمكن تنمية هذه العضلة بتنمية روح التساؤل والبحث والمشاغبة الفكرية، وتصحيح القناعات الخاصة بالعقل والفكر لأبنائنا أولًا بأول، واعتماد الألعاب التي تنمِّي الذكاء وتشغل الذهن، وتعويدهم على القراءة منذ الصغر، ولا ننسى أن الغذاء يؤثر بشكل كبير في مقدرة أبنائنا الذهنية، ولم يبالغ أجدادنا عندما قالوا: “العقل السليم في الجسم السليم”.
والذكاء العقلي على أهميته لا يمثل سوى نوع واحد فقط من الذكاء، والشيء الذي يجب أن نعيه أن رفع مستوى الذكاء العقلي لدى الأبناء ليس بالأمر الممكن في كثير من الأحيان، لكن الأيسر منه هو زيادة وعي الأبناء بأنواع أخرى من الذكاء تتوافق مع ميولهم وطبائعهم، ويأتي على رأس هذه الأنواع الذكاء العاطفي، ولكن كيف يمكننا أن نرفع من مستوى ذكاء أبنائنا العاطفي؟ إليك هذه المبادئ التي تحتاجها، أولها أن نتفهَّم مشاعرهم ونناقشهم فيها، بل والأهم أن نُفهمها لهم ، فإن هذا يساعد الطفل كثيرًا على التعبير عن مكنونات روحه، ويؤهله لإخراج ما بداخله بشكل مستمر ويعطينا الفرصة لمساعدته على تنمية وتطوير مشاعره، كما أن من الأمور التي يجب أن نعلمها لأبنائنا التفاعل مع مشاعر الآخرين كأن تتحدث معهم عن أبيهم الغاضب بسبب الإهمال الذي أحدثه عامل البناء في الحديقة مثلًا، وكيف يمكننا أن نتفهَّم هذا الشعور ونتجاوب معه .
الفكرة من كتاب الآن فهمتكم
تتفكَّك الأسر حينما يضل المربي- أبًا كان أو أمًّا- طريق التربية الرشيدة، ولا ينتبه أن إنشاء الأبناء وتربيتهم مسؤولية عظيمة، وأنها درب من دروب الجهاد والتقرُّب إلى الله.
“الآن فهمتكم” يبثُّ فيه كاتبه خلاصة تجربته العملية في التربية الإيجابية، ويوضِّح فيه أن المربي الذكي هو الذي يصنع مع أبنائه مساحة من الفهم والتوافق والاحترام، وهو الذي يتعهَّد أبناءه ويراقب سلوكهم، وينصح لهم ويتفاعل مع مشاكلهم، وهو الذي يصنع مساحة من الهيبة والاحترام بينه وبين أبنائه، معًا في هذا الكتاب سنتعرَّف على البناء النفسي للطفل السوي، وكيف ننمِّي ذكاء الطفل العاطفي ومهاراته، وكيف نصنع منه رجلًا.
مؤلف كتاب الآن فهمتكم
كريم الشاذلي: كاتب مصري، ومحاضر في مجال التنمية البشرية ومختص في مجال التنمية البشرية ومختص في فنون تربية الأبناء، ولد عام 1979 في محافظة الدقهلية، له عدة مؤلفات وكتب كثيرة عن الأسرة والزواج، والعلوم الإنسانية ومهارات التواصل الاجتماعي، والتطوير الذاتي والاجتماعي، منها: “جرعات من الحب”، و”سحابة صيف”، و”لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج”، و”الشخصية الساحرة”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”الهزيمة”، و”امرأة من طراز خاص”.