الطفل الداخلي
الطفل الداخلي
إن الطفل المختبئ بداخلنا هو ذلك الجزء الحي والحقيقي؛ إنه الذات الأصلية، ولكننا ننكره بسبب المجتمع، لذا عندما نحرمه من حرية التعبير تظهر ذواتنا المزيفة، ونجد صعوبة عامة في حياتنا.
والتراكم النفسي للمشكلات المختلفة سواء العاطفية أو العقلية قد يؤدي إلى القلق المزمن والخوف، ولكن لا بد أن نعلم أن هناك طريقًا لاكتشاف الطفل المختبئ فينا.
لقد جاءت مساهمة فعَّالة في معالجة الطفل الداخلي من خلال استخدام العلاج النفسي الجماعي أو التخيُّل والتصوُّر لمساعدة مرضى السرطان، لأنه قد اكتُشِف أن غالبية مرضى السرطان يعانون كبت المشاعر ويهملون حاجاتهم، كما بدأ آخرون باستخدام طرائق مشابهة لمعالجة مرضى القلب، لذا فإن لمعالجة الطفل الداخلي أهمية كبيرة وفوائد جمَّة لتحسين كل الأمراض، إنه الجزء الحي فينا، وهو الجزء الخلَّاق والراضي و المفعم بالطاقة، ولكن المعظم يميل إلى أن يقمعه وينكره بسبب العوامل الاجتماعية حولنا أو بسبب الأسرة ورموز السلطات.
إن ذاتنا الحقيقية عفوية وصادقة ومعطاءة ومُحبة، تتقبَّل الآخرين كما تتقبَّل نفسها، وتُعبِّر عن المشاعر المؤلمة والسعيدة.
فالطفل المختبئ فينا مُعبِّر ومبدع وهو بحاجة إلى اللعب والاستمتاع مثل مفهوم الطفل الحقيقي، فهو أيضًا حسَّاس ويثق في سهولة بالآخرين، وبنفس الوقت قوي ومنقاد إلى ملذاته بشكل صحي.
وعندما نعيش بذواتنا الحقيقية فإننا نميل إلى الحرية ونشعر بأننا موجودون وحقيقيون في اللحظة التي نعيشها، أمَّا ذاتنا المزيفة فهي القناع الخائف لأنها منطوية ومكبوتة وفوق هذا فهي تشعِركَ بالذنب وتحب الكمال والمثالية، لأنها تُركِّز على ما يريده الآخرون، فهي تراعي الآخرين أكثر مما ينبغي وتعطي حبها بشكل مشروط فقط! وهي ترفض الاستسلام لحب الآخرين ورعايتهم، لذا فإننا عندما نلعب دور الذات المزيفة نشعر في أغلب الأوقات بأننا غير مرتاحين ويأتينا إحساس بالضيق والاضطراب، لأننا نكون غير حقيقيين، ولكننا للأسف اعتدنا هذه الحالة لدرجة أننا نشعر وكأن هذه الذات المزيفة هي التي ينبغي أن نكون عليها.
الفكرة من كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
إن ذواتنا تستحق الدعم والاحترام، إننا بحاجة إلى أن نشعر بالتقبُّل والحب في كل وقت، فالحب علاج وشفاء لأنفسنا، وعندما يُشفى الطفل الذي بداخلنا ويتحرَّر، فإننا لن نخاف من الحب ولن نهرب منه، بل سنعيشه بكل ما فينا.
مؤلف كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
تشارلز ويتفيلد: هو طبيب أمريكي متخصص في مساعدة الناجين من صدمة الطفولة، وكذلك فهو مُعالِج من إدمان الكحول والاضطرابات ذات الصلة، وهو عضو مؤسس للرابطة الوطنية لأطفال مدمني الكحول، وعضو في الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بشأن إساءة معاملة الأطفال، كما أنه قام بالتدريس في جامعة روتجرز، ومن مؤلفاته:
الاعتماد، علاج حالة الإنسان.
الحدود والعلاقات.
الحقيقة حول المرض العقلي .
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومترجمة ومذيعة، صدر لها عدد من الكتب المؤلفة، ومنها: “العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة، و”أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة” (بالاشتراك).
ومن الكتب التي ترجمتها: “هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟” لمؤلفه: روزا باروسيو، و”7 شحصيات تسمم حياتك”، لمؤلفه: أندرو فولر (بالاشتراك).