الطعام.. وفرة أم مجاعة؟
الطعام.. وفرة أم مجاعة؟
احتج البعض بأن المستقبل سيشهد ندرة في الطعام إذا ما استمر النمو السكاني بالمعدل نفسه، وأن إضافة أراضٍ زراعية وموارد للري أمر يتعذر توفيره لأن أفضل الأراضي مزروعة الآن، لكنهم غفلوا عن أن العُشر فقط من تربة الأرض مستخدم حقولًا وأن مساحة الأراضي الممكن زراعتها تقدر بأربعة أمثال المساحة المزروعة الآن، كما غفلوا عن السبل الكثيرة للحصول على مياه صالحة للزراعة كحفر الآبار وحصاد الأمطار وتنقية البحار وإعادة استعمال مياه الصرف.
وفي ما يتعلق بالآفات يمكن تطبيق استراتيجية “التحكم المتكامل في الآفات” وتشمل استخدام إجراءات وقائية ومبيدات للآفات وعوامل بيولوجية والمناوبة بين المحاصيل، ونتوقع إذا استخدمنا الأساليب التكنولوجية المتاحة اليوم أن نخفض خسارتنا السنوية بسبب الآفات إلى 50%، أي زيادة حجم الطعام العالمي بمقدار 15% دون إضافة أراضٍ جديدة.
وهناك تقنيات جديدة للزراعة غير التقليدية منها: “تقنية غشاء التغذية”، وتعني الزراعة في ماء أذيبت فيه مواد مغذية، وتتميز هذه التقنية بانخفاض رأس المال، إذ لا تحتاج إلى أكثر من مادة عازلة للماء كالبوليثيلين لتغطية جدار القنوات، ويمكن استخدام السليلوز أو مادة مكسوة بالسيليكون بديلًا للبوليثيلين إذا أردنا خفض رأس المال، كما تنتج تلك التقنية نباتًا خاليًا من التشوهات والآفات ولا يتعرض لهجمات الحشرات. د
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.