الطريق إلى الفشل
الطريق إلى الفشل
تكاثرت الكتب وتعالت الأصوات المتحدِّثة عن آليَّات النجاح، لكن هل سمعت عن آليات الفشل؟
الآن قارئنا سنطلعك على أولى خطوات الضياع، إنه “اللا شيء”، والمقصود بهذا الجواب المبهم هو السير غير الممنهج، فإن توقَّفت بلا حراك أضعت وقتك وإن تحرَّكت بلا خطة أهدرت طاقتك دون أي تقدُّم يذكر، وهذا تحديدًا الفارق الأهم بين الناجح والفاشل، فالأول يختار هدفًا متفرِّدًا ويرسم خطة مدروسة تقوم على جدول زمني وبعض المقومات والوسائل للتنفيذ، أما الأخير فلا يفرِّق بين الخطة والأمنية، لذا إن سألته عن هدفه سيجيب بكلمات “فضفاضة” مستهلكة لا يختلف الناس على حبها كـ”المال والنجاح والسعادة”، ثم يكمل سيره الحالم.
ماذا بعد العبثية؟ ضعف الإمكانيات أم قلة الفرص المتاحة؟ إن فكَّرت في أحد الخيارين فقد وصلت إلى آلية عظيمة تدفعك دفعًا إلى الفشل، إنها انتظار الفرص عوضًا عن خلقها، هذا الرضوخ للمصير باعتباره أمرًا حتميًّا تتحكَّم به عروض الآخرين يولِّد في النفس نسيانًا للأهداف أو استسلامًا وركودًا يقتل صاحبه، ويجعله في غفلة عن المتاح، ويبعده عن سلوك الناجحين الذين يسعون لتطبيق أفكارهم فور توافرها في أي عمر ومكان.
أما إذا انعكس الاستسلام إلى طموح غير واقعي، ووجدت ضعيف القدرات يضع خطة لهدف لا يتناسب مع مؤهلاته الفعلية، فقد وصلنا إلى عامل فشل جديد، فالشخص الذي يحلم بالقفز على درج النجاح عوضًا عن صعوده سينتهي به الأمر في مكانه محبطًا لا يقوى على محاولة جديدة، لذا يعدُّ التدرُّج هو الخيار الأفضل بجانب بعض العوامل الأساسية، كوضوح الرؤية ومرونة الخطة لتجنُّب العقبات المفاجئة ومن ثم تركيز كل طاقتك على الهدف الرئيس، فمن غير المعقول تحقيق أكثر من إنجاز عظيم في نفس الوقت.
الفكرة من كتاب نظرية الفستق
تسير الحياة بين كثير من المتناقضات كالعسر واليسر والحزن والفرح، وبين فعل ورد فعل تراها تتبدَّل إلى حال لم تعهده فتدرك مدى هشاشتها، حول هذا المنطلق تحدَّثت نظرية الفستق، تلك النظرية التي وجدت طريقها إلى النور صدفة دون تخطيط من الكاتب، لكن عقل المفكرين الدائم العمل والابتكار أخرج من الموقف العابر قانونًا يصلح لكل الأجيال والأحوال، على ذلك لم يقصر حديثه عليه، بل صاغه في مقال يقع ضمن ما يربو على الستين مقالًا، تتنوَّع مجالاتها بين تطوير الذات وطرق التفكير والإدراك والسلوك الإنساني.
لكن ما علاقة الفستق بمضمون الكتاب؟ هل حب الكاتب له دفعه إلى ابتكار نظرية باسمه؟ أم أن الفستق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلوم الإنسانية؟ تلك تساؤلات لن تجد إجابة لها إلا باكتشاف الصفحات القادمة.
مؤلف كتاب نظرية الفستق
فهد عامر الأحمدي: صحفي سعودي من مواليد عام 1966، تعدَّدت أنشطته بين الترحال والإعلام والتأليف وكتابة المقالات التي بلغت أرقامًا قياسية من حيث العدد، أما من جانب الحجم فقيل إنها توازي خمسين رسالة دكتوراه.
ذاع صيته تحديدًا من خلال زاويته “حول العالم” التي احتلَّت الصفحة الأخيرة في جريدة “المدينة” قبل انتقاله إلى صحيفة “الرياض” عام 2006، فكان لتلك المقالات متنوِّعة المجالات فضل كبير في إثراء الصحافة وجذب القراء، حتى لقب بـ: “أنيس منصور السعودية”، وقد بلغت مؤلفاته ستة عشر كتابًا، من أبرزها:
نظرية الفستق “الجزء الأول والثاني”.
شعب الله المحتار.
أسرار الاستمرار.