الطريق إلى الحل والحكمة
الطريق إلى الحل والحكمة
حين يستطيع الإنسان أن يتحرَّر من مخاوفه ويواجهها سيدرك أن الحياة أكثر أمنًا مما كان يتصور، والأمر بحاجة إلى حكمة وحسن تدبير لا مجرد اندفاع طائش، ولكي تتحرَّر من خوفك عليك أن تحدِّده جيدًا: هل هو خوف من ترك وظيفة أم سماحك للآخرين بالتدخل في حياتك، أم وضع مهين تقبع فيه أم تخشى النقد أو خسارة جمهورك، أم كلمة حق تخشى الجهر بها، وبعد أن تحدد نقطة ضعفك قرِّر الطريق الذي ستسلكه وليس هناك خطوات ولا حلول سحرية وإنما مرد الأمر إلى إرادتك وعزة نفسك.
فهذا أحمد بن حنبل يُعرض عليه أن يغير كلامه لينجو من التعذيب والسياط فيأبى لئلا يفتن الناس به، وسقراط يواجه الإعدام فيقول إنه إن نجا من الموت فلن يتوقف عن رفع الجهل عن الناس.
يجزع الكثيرون عند المصائب لأنهم يعيشون في دور المُشاهد عن بعد، فكل ما يحصل حولهم لن يصيبهم بلا شك والفواجع لن تأتي إلا لغيره، حتى إذا ألمَّت به مصيبة انهار وهام على وجهه، والحقيقة أن سببًا كبيرًا في ذلك هو غياب النضج والحكمة مع اعتياد السلامة لطول أمدها، ولا ينكر أحد أن من مرَّت به مصائب كثيرة إنما يكون أكثر حكمة وواقعية.
فإذا تصوَّر الإنسان دومًا احتماليات الخسارة والنجاح فإنه يتهيأ لكليهما ويعتدل في توقعاته، ففي الهزائم حكمة كما أنها لا تخلو من الآثار الإيجابية، وربما أبسطها إدراك الفرج بعدها واستشعار الحلاوة من بعد المر، وحمد النعم من بعد الشقاء، والقوة من بعد الضعف، فكثير ممن صهرهم الألم صاروا ذوي شأن، وأيضًا فإنها جزاء معجَّل لكل سوء قدَّمته يد الإنسان يكفر الله به عنه خطاياه، فوق كل ذلك تُجزى عن الصبر من الله عز وجل الذي يقول: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
الفكرة من كتاب الهزيمة
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.. لقد وضعت الهزائم النفسية في عصر عظمت فيه الخطوب وتكاثرت المصائب من حروب وقصف ودمار إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، الكثيرين على حافة الاستسلام حتى ظنوا أن باطن الأرض ربما هو أرحم بهم من ظاهرها.. يستعرض المؤلف في هذا الكتاب قصصًا لمن مروا بهزائم قاصمة وتجاوزوها، ويذكر أيضًا بعض المدارس النفسية في معالجة الفشل والإحباط.
مؤلف كتاب الهزيمة
كريم الشاذلي: إعلامي وكاتب وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، حصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وله أكثر من 17 كتابًا في مجالات الأسرة وبناء الذات تُرجم بعضها إلى أربع لغات.
من كتبه:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.