الطريقة الطبيعية للدراسة
الطريقة الطبيعية للدراسة
إن الكتاب المدرسي صعب، ويمثل جهدًا وعملًا؛ هذه حقيقة مثبطة، فبشكل غريزي يعلم الطفل عدم قدرته على القراءة وتدوين الملاحظات والتذكر بشكل جيد، والأكثر خطرًا ورعبًا علمه بأنه سيُمتحن، والرعب الناجم عن الامتحانات يُربِك قدرة العقل على العمل في مواقف كثيرة، وللدراسة أو القراءة بشكل أكثر فاعلية، فيجب البدء بالاستعراض أو التصفُّح، وهو القيام بإلقاء نظرة شاملة على الكتاب، بتقليب الصفحات، لمعرفة ترتيب الفصول، ومستوى الصعوبة ونسب الرسومات البيانية في الكتاب، على أن تقوم بتخصيص أربع ثوان لكل صفحة، ومن ثم البدء في تنفيذ الخطوات الثلاث الرئيسة لعملية التحضير، المتمثلة في الوقت والكمية، عن طريق تقرير مقدار الوقت، وتحديد الكمية التي ستقرؤها أو تدرسها خلاله، وهذه الخطوة مهمة جدًّا، لدعمها من قبل بعض النتائج المتأخرة في مجال نظرية النظم، وعلماء السيكولوجيا، إذ أثبتوا أن تحديد الوقت والكمية، يحدِّد نقطالطبيعيةتي البداية والنهاية، ويساعد على صنع الروابط المناسبة، ويمنع التشتُّت، كما يُجنِّب الخوف من المجهول، ويهتم بتوزيع جهد القارئ طوال فترة القراءة، ويحسن من إمكانية فهم ما تم قراءته، ما يجعل القراءة أو الدراسة أكثر فاعلية، وهنا يمكن استخدام تقنية الوقفات القصيرة، لتعطي الجسم راحة مادية وبعض الاسترخاء، والوقت للمعلومات الجديدة لتترابط، وتساعد على عمليتي التذكر والفهم، ويشير الكاتب إلى أن المادة التي يتم تذكرها، بسبب الوقفات السريعة، لا فترات القراءة القصيرة، أما الخطوة الثانية من عملية التحضير هي تدوين ما تعرفه عن الموضوع، بكتابة المعلومات في شكل كلمات مفتاحية، وتركيبات إبداعية في وقت لا يتعدَّى الدقيقتين، والهدف منها تنمية التركيز، وإنشاء تركيبة عقلية وذهنية جيدة، وتتمثَّل الخطوة الأخيرة في تحديد المراد من قراءة الكتاب، والأسئلة التي يُراد الإجابة عنها من خلاله، على أن تكون الأسئلة في حدود الأهداف المرسومة وعلى شكل كلمات مفتاحية، في أقل من خمس دقائق، وتُسمَّى هذه الخطوة بإثارة الأسئلة وتحديد الأهداف، وهدفها تشكيل بنية ذهنية أفضل، بعد إتمام كل الخطوات يتم البدء في الدراسة/ القراءة بطريقة الخرائط الذهنية كما أشرنا سابقًا، وعلى القارئ الاحتفاظ بهذه الخرائط، إذ تمثِّل تلخيصًا لما قرأه، ويمكنه الاستعانة بها في المراجعة.
الفكرة من كتاب استخدم عقلك
في عصرنا الحالي، نمتلك مئات الكتب في شتى المجالات، التي تتناول أبسط المعلومات وأعقدها، لكننا نفتقد أبسط المعلومات في أعقد الأنظمة وأهمها وهي أنفسنا، ولأن العقل هو المركز الرئيس لهذا النظام، يتناول الكتاب الطريقة المُثلى، لكيفية استخدامه، وحفظ المعلومات فيه وتذكُّرها بشكل صحيح.
مؤلف كتاب استخدم عقلك
توني بوزان: أو أستاذ الذاكرة، هو كاتب ومؤلف في مجالي علم النفس والتنمية البشرية، يرأس مؤسسة Brain Foundation، وهو منشئ مؤسسة Brain Trust Charity ونادي Use your Brain، وله 82 كتابًا في علوم الذاكرة والعقل والتعلم، شارك في بعضها وانفرد بكتابة البعض الآخر، وأشهر مؤلفاته المنفردة: “خرائط العقل”، و”استخدم ذاكرتك”، و”علم نفسك الأدلة الإرشادية إلى المذاكرة”، و”العقل أولًا”، و”العقل واستخدام طاقته القصوى”.
معلومات عن المترجم:
عبدالله مكي القروص: وهو كاتب ومترجم سعودي، قام بترجمة العديد من الكتب اليابانية والغربية، أهمها: “خفايا المعجزة اليابانية”، و”القراءة السريعة”، و”مدخل إلى حاصل الذكاء”، و”تشكيل الورق على الطريقة اليابانية”.