الطبيب المبتدئ وأول وفاة

بدأ طبيبنا يعتاد عمله ومرضاه، وبينما كان يتابع دوامه بتفقد أحد المرضى، بدأ المريض بإخراج كميات هائلة من الدم من فمه مباشرة، طلب “كاي” من الممرضة أن تستدعي الطبيب المسؤول من الجناح المقابل، بينما هو يحقن المريض بإبرة المغذي التي لم يخطر بباله سواها، وأيضًا كان ماهرًا في تنفيذها، فقد تدرب عليها لساعات طويلة مع زميل له قبل عمله طبيبًا في المستشفى بيوم، وصل الطبيب المسؤول وشخّص المريض بـ”الدوالي المريئية”، وهي حالة تحدث نتيجة لتليف الكبد وتسبب النزيف في أي لحظة، بدأ الطبيب المسؤول بمحاولات لإيقاف النزيف بإدخال أنبوب سِنْجسْتاكِن عبر أنف المريض إلى معدته، ثم نفخ الأنبوب لكي يضغط على الأوعية الدموية مُحاولًا إيقاف النزيف

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

حاول المريض المقاومة ولكن الأمر كان يفُوق المقاومة بكثير، إذ كان الدم يتدفق من كل اتجاه حتى وصل إلى رئتيه واختنق في النهاية، ومات المريض، كانت المرة الأولى التي يشهد فيها طبيبنا “كاي” وفاة مريض في مسيرته المهنية، وكما يقال: المرات الأولى في كل شيء لا تُنسى، ولكنه حاول أن يتعامل مثلما تعامل الطبيب المسؤول بنوع من الثبات والبرود، لأنه كان يعلم أنها لن تكون النهاية.

ليس من الصعب فقط أن يموت مريضك بشكل مفاجئ، بل يصبح الأمر أصعب عندما تُستدعى لإعلان وفاة مريض كان يعاني لفترة طويلة وكان موته مُتوقعًا، ولكن زوجته لا تدعك تُجري هذه الخطوات البيروقراطية بمفردك كما عادة الأطباء، إذ لا يُسمح لأحد من أهل المريض بالبقاء في أثناء هذه الخطوات، ولكنها أبت إلا أن تكون مع زوجها في هذه المرحلة، أو ربما تريد التأكد من أنك لست بائع أعضاء، تأكد طبيبنا من هوية المتوفى ومن عدم قدرته على الاستجابة لأي محفز بصري أو صوتي، ثم استمع لقلبه لدقيقتين ورئتيه لثلاث دقائق، خمس دقائق من الصمت تعد وقتًا طويلًا جدًّا في أثناء مراقبتك من زوجة مفجوعة على زوجها المُلقى أمامها، هذه اللحظات هي أكثر اللحظات عذابًا للأطباء.

 قرر طبيب النساء والولادة “آدم كاي” بعد ست سنوات من التدريب وست سنوات أخرى قضاها في أزقة المستشفيات، أن يستقيل من عمله طبيبًا، فما السبب الذي قد يدفع طبيبًا -قطع فصلًا كبيرًا من حياته في المهن الطبية متنقلًا فيها، من طبيب امتياز مبتدئ يجري خلف الاستشاريين ذوي الخبرة ليتعلم منهم، إلى أن أصبح هو نفسه استشاريًّا كبيرًا يشرف على الأطباء المبتدئين- إلى أن يستقيل؟ وهل كان الأمر بهذه السهولة؟ 

يخبرنا “كاي” في هذا الكتاب -الذي كتبه بعد ست سنوات من مغادرته الطب- عن يومياته التي دوّنها في أثناء ممارسته للمهنة بين إخفاقات مُحتملة، ونجاحات دفعته إلى المزيد، إلى أن وصل إلى صدمة حالت بينه وبين الرجوع إلى المستشفيات مرة أخرى. 

آدم كاي: كاتب ومؤلف وكوميدي بريطاني وطبيب سابق، درس كاي الطب في كلية لندن الإمبراطورية وتخرج فيها، وعمل طبيبًا بين عامي 2004 إلى 2010، وكان تخصصه طب النساء والولادة، وترك المهنة بسبب صدمته في حادث حصل لإحدى مريضاته الحوامل، لينتقل بعدها إلى العمل في الكتابة.

له عدد من المؤلفات منها: 
Kay’s Anatomy
How to Be a Bogus Doctor
Dear NHS: 100 Stories to Say Thank You

معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، عاش ودرس في مدينة جازان، وأنجز عديدًا من الترجمات الأدبية، كما له بعض المؤلفات منها: 
اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة.
أسباب للبقاء حيًّا.
المدينة الوحيدة.