الطب
بدأت الترجمة في علم الطب على يد حنين بن إسحاق الطبيب المتعدِّد اللغات، إذ كان يتحدَّث اللغة السريانية والإغريقية والعربية، وقد بدأ حنين في ترجمة كتب جالينوس بمساعدة ابنه إسحاق وابن أخته حبيش، وقام بترجمة ما يقرب من 129 عملًا في الطب لجالينوس.
عقب جهود الترجمة في علم الطب التي قام بها حنين بن إسحاق لم يكن هناك من أضاف إلى علم الطب في العصر الإسلامي بعد، حتى جاء أبو بكر الرازي الذي اعتُبِر الطبيب الأول في الإسلام، والذي لُقِّب في الغرب بجالينوس الثاني، أثمرت جهود الرازي تأليف كتاب الحاوي الذي يحتوي تلخيصًا لآراء علماء الإغريق، إضافةً إلى رأي الرازي في كل مسألة الذي يضيفه عقب عرضه لهذه الآراء، لم يقتصر اهتمام الرازي على طب الأجساد بل اهتم كذلك بطب النفوس، فألف كتابه الطب الروحاني الذي احتوى على رسالة في الأخلاق، جاء بعد ذلك ابن سينا وألف كتابه القانون في الطب الذي ظل مستخدمًا بوصفه كتابًا تعليميًّا رئيسًا في علم الطب لدى الغرب حتى القرن السابع عشر
كان كتاب القانون في الطب يحتوي نظريات الطب المختلفة التي تتعلق بأسباب الأمراض وطرق العلاج كما اشتمل الكتاب على مفردات الأدوية، جاء بعد ذلك موسى بن ميمون صاحب كتاب الأمثال الطبية الذي احتوى 1500 عبارة رئيسة مأخوذة من كتب جالينوس تعتبر أسسًا رئيسة في علم الطب، واستمر تدريس هذا الكتاب أيضًا في أوروبا حتى القرن السادس عشر، جاء بعد ذلك ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى ومؤلف كتاب الشامل في الطب الذي يتضمن تفصيلًا دقيقًا للتقنيات الجراحية، ثم جاء ابن القف الذي ينسب إليه أنه أول من اكتشف الشعيرات الدموية ودورها في الدورة الدموية، وصدقة بن إبراهيم الساهيلي الذي ألف كتابًا في طب العيون.
لم تخلُ كتب الطب في الحضارة الإسلامية من كتب تتعلق بمعرفة الإسعافات الأولية، وأبرز هذه الكتب كتاب غنية اللبيب عند غيبة الطبيب لمؤلفه شمس الدين الكنفاني.
الفكرة من كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
إن الفكر العلمي تراث مشترك تتقاسمه الإنسانية، إذ يعتمد تطوُّر العلوم بشكل رئيس على دراسة أعمال السابقين ثم العمل على تطويرها وتصحيح الأخطاء التي وردت فيها، هكذا كان للأمم السابقة أثرٌ بالغٌ في ما وصل إليه العالم الغربي الحديث من ثورة علمية، فالثورة العلمية ليست طفرة في تاريخ البشرية بعد عصورٍ من الظلام وإنما نِتاج وثمرة لما قامت به الأمم السابقة، إضافةً إلى جهود علماء الغرب من بعدهم، يحتوي هذا الكتاب عرضًا موجزًا للمعارف التي توصَّلت إليها الحضارات السابقة في مختلف العلوم، مع التركيز بشكل رئيس على حضارة المسلمين باعتبار أن معظم العلوم وصلت إلى أوروبا عن طريق الحضارةِ الإسلامية.
مؤلف كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
جون فريلي: ولد عام 1926م في نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك، ثم قضى سنة ما بعد الدكتوراه في دراسة تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد، استمر عمله باحثًا فيزيائيًّا لمدة تسعة أعوام، ثم عمل بعد ذلك في تدريس مقرَّرات الفيزياء بعدة جامعات، كما عمل أيضًا بتدريس مادة تاريخ العلوم.
معلومات عن المترجم:
الدكتور أحمد فؤاد باشا: ولد في محافظة الشرقية بمصر، حصل على درجة البكالوريوس والماجستير من كلية العلوم جامعة القاهرة، كما حصل على دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة موسكو، وعمل في التدريس ثم عُيِّن وكيلًا لكلية العلوم ثم عميدًا لها، وتعدَّدت أعماله بين التأليف والترجمة