الضغط النفسي
الضغط النفسي
الضغط النفسي يعدُّ استجابة لمؤثرات خارجية كثيرة على الإنسان بشكل غير مألوف أو مُعتاد، مثل التوتر الذي يُصاب الإنسان به قبل أي اختبار أو قلق من أمر مستقبلي يشغل باله أو قرارات واجب عليه اتخاذها أو تخطي وفاة أحدهم، أو غيرها من مواقف حياتية صعبة، وهناك من يستمتع بهذا الضغط النفسي من خلال التحدي الجسدي مثل سائقي السباقات ومتسلِّقي المرتفعات، ومن يعملون على بناء المباني المرتفعة، ومن ينضمون إلى طاقم بحارة في عرض البحر، وقليل من الضغط النفسي قد يكون ذا منفعة للإنسان أيضًا في مواجهات معينة عليه تحقيق أمور محددة تُعد إنجازًا حياتيًّا عنده، وعند من يحبون التغلُّب على التحديات بسبب إصابتهم المتكررة بالملل.
والضغط النفسي المُزمن له تأثير في الهرمونات المُسيطرة على الغدد النخامية فتفرز ما يُسمى بالإبينيفرين أو الأدرينالين، وهو هرمون مُدافع عن الجسم ويُجهِّزه للاستعداد للموقف الذي تفاجأ به كما يعطي رد فعل بـ”قاتل”، أو “اهرب”، وتكون مُصاحبة لحالات التوتر والقلق الزائد والمُفاجئ، مؤدية إلى أعراض ظاهرية منها: زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، وارتفاع السكر، والتعرُّق، واضطراب النوم، كما أن أجزاء المخ تقوم بعمل تقييم للحالة التي أثارت الضغط النفسي وتفرز مزيدًا من هرمون الكورتيزول عند التعرض للمزيد من الضغط، وزيادة إفراز هرمونات الضغط النفسي تُسبِّب ضعفًا عامًّا لصحة الإنسان، وإصابته بالاكتئاب، وقرحة المعدة، وأمراضًا مناعية وفيروسية، وإذا أُفرز بشكل متكرر ومستمر في بداية عمر الإنسان يُسبِّب إفراطًا في إفرازات هرمونات الغدد النخامية والكظرية، ما يُضعف استجابتهما فيما بعد، ويُؤثر بشكل سلبي في الجهاز العصبي وأعضاء الجسم المختلفة.
كما أن التعرض لكثير من الضغط النفسي يُعسِّر علينا مواكبتنا لحياتنا الاجتماعية والعملية، وتتأثَّر طريقة مواجهتنا له لِمَا يحيط بنا من خلال دعم أصدقائنا لنا أو عائلتنا أو من نهتم لآرائهم في حياتنا، وهو مُغيِّر جذري لتوجُّهاتنا في الحياة وممارستها، ورؤيتنا لأنفسنا ولمن حولنا، وقد ندمن أشياء ضارة مثل الممنوعات والمشروبات الغازية والسلوكيات الخاطئة، وغيرها.
الفكرة من كتاب الضغط النفسي
عُمر الإنسان يتمثَّل في مراحل حياتية مختلفة متطوِّرة، يزداد سنًّا وخبرةً ويُحصِّل تجارب مختلفة، لكن مع هذا كله يمر بتجارب ليست يسيرة بالمرة، بل تُعرِّضه لكثير من المواجهات، ما يجعله مُعرَّضًا لضغط نفسي كبير لكي يستطيع التحمل لأن مواقف الحياة تُفاجئ الإنسان كثيرًا، فقد يحدث أمر واحد يقلب حياته رأسًا على عقب بعد استقرار تام، وفي عصرنا هذا أصبحت الإصابة بالضغوط النفسية شيئًا متوقعًا، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب كيفية مواجهة الضغط النفسي وأسبابه، وكيف تساعد نفسك للتغلب عليه.
مؤلف كتاب الضغط النفسي
الدكتور غريغ ويلكنسون: أستاذ في الطب النفسي الارتباطي بجامعة ليفربول، ودرس الطب في جامعة إدنبره، وتدرَّب في مستشفى مودسلي في لندن، ويقوم بإجراء دراسات حول الصحة العقلية، وله موقع على الإنترنت مهتم بالصحة النفسية للعائلة يُسمى “طبيب العائلة Family Doctor”.
معلومات عن المترجمة:
زينب منعم: ترجمت عدة كتب منها: “هشاشة العظام” لجولييت أ. كومبوستن، و”المناخ” للور شيميري، و”الاكتئاب” لكوام مكنزي.