الضغط
ينشأ الضغط نتيجة لتراكم الأحداث الداخلية والخارجية ويتسبَّب في إثارة التوتر النفسي الحاد أو المزمن أو كليهما، ويأتي من مصادر متعددة خارجية وداخلية مثل متطلبات العمل ومسؤوليات الأسرة وتربية الأطفال وحقوق الأقارب والأصحاب والأعباء المادية ومشاكل التعامل مع الآخرين والعمل على إشباع حاجاتنا والرغبة في أن نتفوق وأن نُحَب من الآخرين وأن نسعدهم، وكلنا يتعرض لمصادر الضغط ولكلٍّ طريقته في التعامل؛ فمن يواجه ومن يؤثر الهرب، ويصيبنا الإخفاق في الوفاء بكل هذه المتطلبات بالذنب والغيرة والغضب وتغيُّر عاداتنا الصحية فتتزايد مصادر الضغط وتؤثر في صحتنا النفسية والبدنية.
إنَّ الضغط حتى درجة معينة مهم لأنه يحفِّز إلى العمل والاهتمام والتركيز ويُنشِّط أجهزتنا العضوية لأداء المهام المطلوبة، ثم الإحساس بلذَّة الإنجاز، ولكن عندما يتجاوز الضغط حدوده تحصل تغيُّرات نفسية وعضوية تجعل الأجهزة مثارة بشدة لمواجهة التوتر والإجهاد الناتجين عن الضغط فتنفد الطاقة وتتدهور القدرة على التفكير والقيام بالعمل؛ ومن ثم الدخول في دائرة مفرغة من التوتر والإجهاد، ويتفاقم الأمر باللجوء إلى الحلول السهلة والسريعة كتناول العقاقير المخدرة والمنبهات التي تعطي شعورًا مؤقتًا بالراحة ثم تتحول إلى مصادر إضافية للضغط والتوتر.
فرَّق العلماء بين الضغط غير السار الناتج عن تراكم الأحداث والخبرات المؤلمة والضغط السار -الذي يثير مراكز الفرح في الدماغ ويحسِّن المزاج العام- الناتج عن أحداث سعيدة كالحصول على ترقية أو وظيفة إضافية أو الترتيب للزواج، ولكن عندما تكون هذه الأحداث مفاجئة ونبالغ في الاستجابة لها قد تصبح مصدرًا للمتاعب النفسية والبدنية؛ فالأحداث المسبِّبة للضغط سواء كانت مُفرِحة أو مؤلمة تحتاج إلى التكيف معها والانتباه المبكر لها وتوزيع الجهد والوقت لإنجازها، أي أن العبرة ليست في الأحداث والمواقف بقدر ما هي في طريقة استجابتنا لها.
الفكرة من كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
نواجه في حياتنا اليومية الكثير والكثير من الضغوط والقلاقل والمنغِّصات والخبرات السيئة التي تسلبنا الراحة والطمأنينة، وتتغذى على اتزاننا النفسي وصحتنا البدنية والعقلية وتؤثر بالسلب في وظائفنا المهنية وأدوارنا الاجتماعية، والأهم من ذلك أنها تحرمنا الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة والرضا عنها، وقديمًا قال الشاعر العربي: “كلُّ ابنِ همٍّ بليةٌ عمياءُ”.. ويقدم لنا الدكتور عبد الستار إبراهيم -بخبرته الطويلة- توصيفًا لمشكلات القلق والاكتئاب والانزواء على الذات واضطراب العلاقات الاجتماعية، ويطرح أساليب مُجَرَّبة لتحسين حياتنا ومواجهة مشاكلها ومنغصاتها لفتح النوافذ أمام نسمات السكينة والاطمئنان والسعادة.
مؤلف كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
الدكتور عبد الستار إبراهيم: أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي بالمركز الطبي التابع لجامعة الملك فهد، وزميل بكثير من الجمعيات العلمية العالمية في علم النفس والصحة النفسية كالجمعية النفسية الأمريكية، وأكاديمية العلوم والفنون والآداب بولاية ميشجان، وجمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية، وقد وُلِد في قرية الزينية بالأقصر، وتخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ١٩٦٢، ونال الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة ١٩٧٢، ونشر كثيرًا من الكتب والأبحاث الجامعية والثقافية وعلم النفس والعلاج النفسي للقارئ العام والمتخصص، ومُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية والشرفية من مؤسسات أمريكية وبريطانية.
من مؤلفاته:
– القلق قيود من الوهم.
– الحكمة الضائعة.. الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع.