الضربات الأولى
الضربات الأولى
أخذت الهجرة اليهودية طابعًا منظمًا منذ سنة 1882م، وتم إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية بزعامة ثيودور هرتزل لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين، بمساعدة القوى الكُبرى وخصوصًا بريطانيا التي تبنَّت هذا المشروع، إلا أن المقاومة العثمانية كانت مستمرة، لكن اليهود شاركوا بفاعلية في إسقاط السلطان عبد الحميد الثاني.
وقد كان أبناء فلسطين لهم نشاطهم المُبكِّر في ردع المشروع الصهيوني، ولكن مع بداية الحرب العالمية الأولى ازداد عدد اليهود ونشطت المفاوضات والمعاهدات للترتيبات بعد الحرب، وقد أدى البريطانيون دورًا كبيرًا في التفاوض مع المنظمة الصهيونية العالمية حول مستقبل فلسطين، فتم التصريح بـ”وعد بلفور” الذي تعهَّدت فيه بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، فأعطى من لا يملك من لا يستحق!!
وأتم البريطانيون احتلال جنوب فلسطين ووسطها، وخطب قائد الجيش البريطاني في القدس محتفلًا بانتصاره قائلًا: “والآن انتهت الحروب الصليبية”، واكتمل الاحتلال بالجزء الشمالي لفلسطين، ومنذ ذلك فتحت بريطانيا لمشروع التهويد المنظَّم لأرض فلسطين، وأصمَّت بريطانيا آذانها عن الذي يتعلَّق بحقوق أبناء فلسطين العرب، وعيَّنت أول مندوب لها “هربرت صموئيل” اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين، بصلاحيات مطلقة، وضيَّقوا العيش على أهل فلسطين، وشجَّعوا على هجرة اليهود وتسليحهم، وأقام اليهود مؤسسات اقتصادية واجتماعية وتعليمية ضخمة شكَّلت بنية تحتية قوية للدولة اليهودية القادمة.
وعلى الرغم من ذلك نشأت الحركة الوطنية الفلسطينية التي ترفض تقسيم البلاد، وركَّزت على المقاومة السلمية للمشروع اليهودي خلال الفترة (1918-1929)، ومحاولة إقناع بريطانيا في العدول عن وعد بلفور، فوقعت ثلاث ثورات عبَّرت بشكل قوي عن الغضب الشعبي، آخرها “ثورة البُراق” التي فتحت المقاومة الجهادية للمشروع الصهيوني والاحتلال البريطاني، فنشأت حركة “الجهادية” التي أسَّسها الشيخ عز الدين القسام، هذا بالإضافة إلى منظَّمة الجهاد المُقدَّس بقيادة عبد القادر الحسيني.
الفكرة من كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
من المعلوم أن القضية الفلسطينية من القضايا التي تهم المُسلمين والعرب، وذلك لقدسيَّة أرضها، وطبيعة العدو بادعاءاته العقائدية والتاريخية، فالتحدِّي اليهودي الصهيوني يمثِّل أبرز التحديات التي تواجه الأمَّة الإسلامية، بالإضافة إلى طبيعة التحالف الغربي – الصهيوني الذي يهدف إلى تمزيق الأمَّة الإسلامية، فمن خلال هذا الكتاب يُقدِّم الكاتب رؤية عامَّة للقضية الفلسطينية من خلال تتبُّع تفاصيل السياق التاريخي الحديث للقضية.
مؤلف كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
محسن محمد صالح، أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، ويعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما فاز بالمركز الأوَّل لجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز كتبه:
الطريق إلى القدس.
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.