الصين والقرن الواحد والعشرون
الصين والقرن الواحد والعشرون
يشكِّل القرن الواحد والعشرون معتركًا للنظام العالمي، حيث أخذ نجم القوى الاقتصادية العظمى في الأفول لصالح الاقتصادات الناشئة، وأصبح العالم اليوم يتجه من حقبة القطب الواحد إلى حقبة الأقطاب المتعددة، لذلك يشكِّل هذا القرن العديد من الفرص للصين لأن تقفز لتحتلَّ مكانًا لها في عرش السيادة العالمية، لكنه في الوقت نفسه يمثل العديد من التحديات التي تتطلَّب قرارات حاسمة تتعلَّق بصورة أساسية بتدعيم عملية الاستقرار الاجتماعي بالبلاد وبناء مجتمع متناغم للمحافظة على اتجاه النمو المطرد للاقتصاد الصيني في مواجهة التحديات المستقبلية.
فالصين مطالبة بالحفاظ على وتيرة النمو المرتفع خلال السنوات المقبلة وفي السيطرة على معدلات الزيادة السكانية حتى لا تلتهم أي وفورات أو فوائض قد تنشأ عن عمليات التوسع الاقتصادي، بالإضافة إلى معالجة المشكلات الداخلية الناتجة عن عدم الاهتمام الكافي بحقوق طبقة الأيدي العاملة، وكذلك سوء التوزيع النسبي لثمار التنمية الاقتصادية وتبقى مشكلة الحفاظ على إمدادات الطاقة في ظل عالم مضطرب هي أحد الهواجس الكبرى للسلطات الصينية، فالنفط يمثِّل الشريان الحيوي لأي نمو اقتصادي مستقبلي، وفي ظل الاضطرابات الحاصلة في البلدان النفطية أصبحت الصين مضطرة إلى البحث عن بدائل أخرى لمواجهة أي مشكلات مستقبلية قد تنشأ.
كما تشكِّل الظروف البيئية وارتفاع معدلات تلوث المياه والهواء وقضايا التغير المناخي والغازات السامة المنبعثة، بالإضافة إلى مشكلات التصحر وجفاف مخزون المياه الجوفية وتزايد معدلات الشيخوخة أبرز القيود المهمة على الطموح الاقتصادي للصين، ذلك أن التكلفة الاجتماعية الناتجة عن تطور الاقتصاد الصيني على حساب البيئة تتزايد يومًا بعد يوم مما يؤثر مستقبلًا في قدرة البلاد للمحافظة على هذا النمو في ظل المنافسة الشرسة مع الصاعدين الجدد من الاقتصادات الناشئة التي تهدف إلى زيادة حصصها من السوق العالمي.
الفكرة من كتاب الاقتصاد الصيني
يتتبع هذا الكتاب تجربة النهضة التنموية في جمهورية الصين الشعبية على مدى ثلاثة عقود من بداية الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الصين مرورًا بالتحول الدرامي ناحية تبني مبادئ اقتصاد السوق في بعض القطاعات، كما يتعرَّض للمكتسبات والمشكلات الاجتماعية التي حدث جراء هذا النمو الاقتصادي والتأثيرات المتبادلة بين الصين والعالم الخارجي.
مؤلف كتاب الاقتصاد الصيني
فرانسواز لوموان: كاتبة وخبيرة اقتصادية في CEPII (مركز الدراسات المستقبلية و المعلومات الدولية)، وباحثة مشاركة في مركز دراسات الصين الحديثة والمعاصرة (EHESS)، ويتركز عملها على اقتصاد الصين والهند ودمج الاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي.
ومن أهم مؤلفاتها:
الصين.
اقتصاد الصين.
دول مجموعة البريكس.