الصناعة السعودية.. الأمل والتحدي
الصناعة السعودية.. الأمل والتحدي
في هذه المحاضرة التي ألقاها غازي القصيبي ضمن موسم جامعة الملك عبد العزيز بجدة سنة 1398هـ/1978م، يجيب القصيبي عن سؤال لماذا الصناعة؟ مستعينًا بأربع حجج ، حجة اقتصادية، وحجة سياسية، وحجة تاريخية وحجة اجتماعية. ثم يجيب عن سؤال لماذا الصناعة في المملكة تحديدًا بإجابة بسيطة و هى لم لا؟ ومن ثم يتطرق الكاتب إلى السؤال الأكثر أهمية وهو: أى نوع من الصناعة تختار المملكة؟
في هذا الإطار، مع ذكر الفارق ما بين صناعات القطاع الخاص والصناعات التي تقيمها الدولة، يوضح الكاتب أن المنطلق الأساسي في المملكة هو ألا يقوم في المملكة أى مصنع إلا على أساس اقتصادي سليم، لأن الصناعة الفاشلة تنقلب عبئًا على الاقتصاد بدلًا من أن تكون عونًا له. يقود هذا إلى السؤال التالي وهو: كيف يمكن أن تقوم صناعات ناجحة في وقت تفتقر فيها الصناعة الوطنية إلى التجهيزات والخدمات التي تتمتع بها مثيلاتها في الدول المتقدمة؟ وهنا يجيب الكاتب بأن دعم الدولة ضروري لأى صناعة وليدة، ولكنها مع ذلك يجب أن تقف في الوسط بين طمع أصحاب المشاريع ومخاوف الاقتصاديين، فلا تبسط يدها كل البسط ولا تقتر كل التقتير.
في ما بعد يطرح الكاتب بعض الشبهات التي تدور بخصوص الصناعة السعودية وهى، أولًا: شبهة أن جميع المشاريع التي تحتاج إلى رأس مال كبير تنتهي بالفشل، ثانيًا: شبهة تنويع مصادر الدخل إذا كانت كل الصناعات قائمة على البترول، ثالثًا: شبهة الأعداد الكبيرة من العمال الأجانب، رابعًا: شبهة إغراق المملكة للأسواق العالمية بفائض من البتروكيماويات و أخيرًا: شبهة الإجراءات التي قد تقفل الأبواب أمام البتروكيماويات العربية ومنعها من دخول الأسواق العالمية.
الفكرة من كتاب التنمية وجهًا لوجه
في العام 1397ﻫ/ 1977 م، وصفت مجلة “النيوزويك” ما يدور في المملكة العربية السعودية بأنه “أعظم محاولة للتخلص من أسر التخلف منذ بدأت اليابان محاولتها للأخذ بأسباب المدنية الحديثة في القرن السابق”. من هنا يأتي هذا الكتاب ليجمع عدة محاضرات سبق أن ألقاها الكاتب بين العامين 1977 و 1980 حيث يناقش التنمية و الأسباب الكامنة خلف نجاحها أو فشلها وبالتحديد التنمية في السعودية ومنطقة الخليج.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن وزارة الكهرباء والتحديات الوزارية، ثم يشاركنا خواطره عن التنمية وعن الصناعة بوصفها أملًا و تحديًا في المملكة العربية السعودية وحجر أساس للتنمية في الخليج. لا ينسى الكاتب مع ذلك أن يناقش الأوهام والتساؤلات المصاحبة للعملية التنموية في الداخل السعودي وخارجه، ويفند المخاوف والإشكالات التي يجب تفاديها لتنجح هذه الثورة التنموية.
مؤلف كتاب التنمية وجهًا لوجه
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية ، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟ “. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.