الصمود أمام العدو
الصمود أمام العدو
كانت الثورة الفلسطينية الكُبرى من أهم الثورات في تاريخ فلسطين، وقد كان سببها مقتل اثنين من اليهود على يد مجموعة قسَّامية، فتصاعدت الأحداث وحصلت ردود عنيفة بين العرب واليهود، فأعلن أبناء فلسطين الإضراب وتوحَّدت الأحزاب العربية، فقدمت لجنة تحقيق ملكية بريطانية لدراسة الوضع، فاقترحت تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، فاشتعلت الثورة من جديد، وأرسلت بريطانيا تعزيزات عسكرية ضخمة.
وفي الفترة 1939-1945 وقعت الحرب العالمية الثانية، فاستغل اليهود ما حدث لهم خلال الحرب في ألمانيا وأوروبا الشرقية لصالحهم، واتخذت القضية بُعدًا دوليًّا عندما حوَّلت بريطانيا زمام الأمور إلى الأمم المتحدة، فأصدرت قرارها برقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، فاندلعت الحرب فور إصدار القرار، وبمساعدة بعض الجيوش العربية استطاعت فلسطين الحفاظ على 82% من أرضها، ولكن لضعف التنسيق والأسلحة القديمة تمكَّنت الحركة الصهيونية من هزيمة الجيوش العربية وأعلنت عن قيام دولة إسرائيل سنة 1948م.
وقد أُهلك الشعب الفلسطيني خلال الحرب، فقامت المذابح وهاجر عدد من الفلسطينيين أرضهم، فشُتِّتوا ومُزِّقوا، ولكن لم تمضِ سنوات قليلة حتى حاول الشعب الفلسطيني القيام مجددًا، فصار هو الأكثر تعلُّمًا على مستوى البلاد العربية، التي خرج منها الاستعمار لكنَّها بقيت مُستعمرة فكريًّا، فاتخذت صبغات علمانية واشتراكية، وترَّسخت فكرة القومية.
ويوضح الكاتب أنه في سنة 1956 بدأ العدوان الثلاثي على مصر، فقام الصهاينة باحتلال قطاع غزَّة وسيناء، ولكن انسحبوا تحت الضغط الأمريكي، وتوقَّف العمل الفدائي بعد قرار مصر بإغلاق الحدود في وجه الفدائيين، وأمام هذا التضييق خرجت البذور الأولى لإنشاء حركة فتح برئاسة ياسر عرفات، ونشأت من الإخوان المسلمين لكنها انفتحت على التيارات الأخرى واصطبغت بصبغة وطنية علمانية ورفعت شعار الوحدة القومية وتحرير فلسطين.
الفكرة من كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
من المعلوم أن القضية الفلسطينية من القضايا التي تهم المُسلمين والعرب، وذلك لقدسيَّة أرضها، وطبيعة العدو بادعاءاته العقائدية والتاريخية، فالتحدِّي اليهودي الصهيوني يمثِّل أبرز التحديات التي تواجه الأمَّة الإسلامية، بالإضافة إلى طبيعة التحالف الغربي – الصهيوني الذي يهدف إلى تمزيق الأمَّة الإسلامية، فمن خلال هذا الكتاب يُقدِّم الكاتب رؤية عامَّة للقضية الفلسطينية من خلال تتبُّع تفاصيل السياق التاريخي الحديث للقضية.
مؤلف كتاب القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوُّراتها المعاصرة
محسن محمد صالح، أردني الجنسية من أصل فلسطيني، وُلد سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وشغل منزلة أستاذ دكتور تاريخ العرب الحديث والمعاصر، تخصَّص في الدراسات الفلسطينية، ويعمل حاليًّا مديرًا عامًّا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كما فاز بالمركز الأوَّل لجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان، وفاز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
من أبرز كتبه:
الطريق إلى القدس.
مدخل إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية.