الصلاة والسعادة
الصلاة والسعادة
إن فينا جزءًا لا يهدأ ولا يسكن إلا باتصالنا بالله، جزءًا لا يجد سعادته ولا أنسه إلا بقرب الله (سبحانه وتعالى)، فوقوف الإنسان في الصلاة أمام الله (سبحانه وتعالى) في خشوع وتضرُّع يمدُّه بطاقة روحيَّة تبعث فيه الشعور بالصفاء الروحي والاطمئنان القلبي والأمن النفسي..”فالسعادة والراحة بالطاعة هي حال المحبين الصادقين؛ فإن عبادتهم طوعًا ومحبة ورضا، وفيها قرة عيونهم، وسرور قلوبهم، ولذة أرواحهم”.
ولكن ينبغي أن نعلم أنَّ الصلاة يزداد تأثيرها كلَّما ازدادت فيها صلة الإنسان بربِّه، لتكون حقًّا صلاة، وتأتي ثمارها وتلقي بظلالها على حياة الإنسان، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی صَلَاتِهِمۡ خَـٰشِعُونَ وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ﴾.
أمَّا إذا كانت الصلاة مجرَّد عادة وروتين، أو كانت صلاة الكسالى، أو صلاة الرِّياء؛ فإنَّها ستكون ثقيلة على النفس، خفيفة في الميزان، وسيقل بذلك تأثيرها في حياة الإنسان.
ولكي نكتسب الخشوع، لا بدَّ أن نشعر أو نتذكَّر أنَّنا نقف بين يدي الله تعالى، ربِّنا وخالقنا، الذي منه بدأنا وإليه نرجع، فهو الأوَّل والآخر والظاهر والباطن.. هو مالك الوجود ومالك يوم الدين، الذي لا نرجو إلا فضله ولا نخشى إلا عدله.
الفكرة من كتاب السعادة تنبع من الداخل
هل السعادة حقًّا في متناول الجميع -كما يقولون- وأن علينا أن نبحث عنها في داخلنا وليس في الخارج، وهل على كلٍّّ منَّا أن يتحمَّل المسؤولية كاملة عن تحقيق سعادته، لذا عندما نبحث عن سعادتنا من خلال الآخرين أو الأشياء نكون في توجُّه خاطئ، فالسعادة التي تستمرُّ لا بدَّ أن تنبع من الداخل؟! أم أنها ليست هدفًا بحدِّ ذاتها، بل هي نتيجة لأمور أخرى نسعى إليها؟
في هذا الكتاب يوضح المؤلف مفهوم السعادة والأسبابَ الكامنة وراء منغِصات الحياة، منتقلًا إلى الحديث عن الإنسان الذي يختبر السعادة في حياته، وما السبيل إلى ذلك.
مؤلف كتاب السعادة تنبع من الداخل
جان باول اليسوعي: كاتب ألماني واسمه الحقيقي يوهان باول فريدريش ريشتر، ولد عام 1763 في فونزيدل، كان ابنًا لأحد المدرسين وعاش في ظروف شديدة الفقر، وتُوفِّي والده مبكرًا، وكان من المفترض أن يدرس جان باول علم اللاهوت في لايبزغ، إلا أنه اتجه إلى الكتابة والتأليف، وبعد فترة إعداد طويلة ورفض دور النشر لأعماله، كتب جان باول أعمالًا جعلته مشهورًا لسنوات قليلة، وأهمها: “سر البقاء في الحب”، و”لماذ أخشى أن أقول لك من أنا”، و”حب بلا شروط”.
وعندما كتب أحب أعماله إلى قلبه “تيتان.. سنوات المراهقة” لم يجد نجاحًا يُذكر، فاعتزل الحياة وعاش على هامشها إلى أن تُوفِّي في الثانية والستين من عمره في عام 1825 في بايرويت.