الصلاة عماد الدين
الصلاة عماد الدين
الصلاة هي صلة العبد بربه، وهي عمود الإسلام، وأهم أعمال الجوارح، وأول ما يحاسب عليه العبد في القبر، وتؤدِّب النفس وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي أحب الأعمال إلى الله، وفيها راحة القلب ومقرونة بالاستعانة بالله، فرضت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في ليلة المعراج، ومن عظيم منزلتها أنها شرعت بمخاطبة الله له قبل الهجرة بثلاث سنوات، ولم تسقط عن المريض والمجاهد بشروطها وأحكامها.
و”الصلاة الصلاة” كانت آخر وصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحتى أن الملائكة تقوم بأداء المهام المكلفة بها وقت الصلاة، وورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه من تأخَّر عليها وتكاسل عنها فإنه منافق وبها يحبط عمله، وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل.
وعقد الكاتب مقارنتين: المقارنة الأولى بين هدوء صوت الساعة الخامسة صباحًا لأن الناس أغلبهم نيام والتي تكون قبل خروج وقت صلاة الفجر، وضجيج صوت الساعة السابعة صباحًا ضجيج حيث الذهاب إلى العمل أو الدراسة، والمقارنة الثانية هي حال الوالدين بالنسبة لكلتا الساعتين، ففي الحالة الأولى يوقظان أولادهم للصلاة وينتهي بهما المطاف بأن يتركوهم خالدين في نومهم وغالبًا لا يستيقظ الوالدان أصلًا للصلاة قبل خروج وقتها، والحالة الثانية ينهرانهم إذا تأخَّروا ولو لدقيقة واحدة، أي صارت منزلة الدنيا أفضل من صلاة الفجر في قلب الإنسان.
والأقبح من ذلك أن الحديث عن الصلاة أو الدين أو الإسلام عمومًا أصبح ينظر إليه أنه من شأن المشايخ وغيرهم، والرجوع إلى الأحكام الشرعية والفتاوى أصبح رجعيًّا ولا يتوافق مع متطلَّبات العصر رغم وجود التجديد الفكري والفقهي الإسلامي، بينما صار التعدِّي على الأحكام الشرعية فكرًا معاصرًا لا يشوبه شائبة.
الفكرة من كتاب رقائق القرآن
خلق الله (عز وجل) الإنسان لكي يعمر الأرض ويسكنها وسخَّر له ما في السماوات والأرض وما بينهما لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولكن الإنسان منغمسٌ في ترف الحياة لا يحاول الانتفاع منها إلا بالقدر القليل، وزيَّن له الشيطان حب الشهوات، ووسوست له نفسه بارتكاب المعاصي وطول الأمل، وهو يغفل عن الموت لا يجهِّز لآخرته، ويسعى الكاتب في هذا الكتاب إلى شرح تأمُّلات لأحداث مرَّ بها واستشعرها بوصف قرآني، وتدور أحداثه حول الإنسان وعلاقته بربه وغفلته عن حقيقة الموت وأهوال يوم القيامة، وقسوة القلوب، ووصف المؤمنين والمنافقين، ومنزلة اليقين عند الله، وفضل التسبيح والتوكل.
مؤلف كتاب رقائق القرآن
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم السكران، ولد في 5 ربيع الآخر 1396 هـ الموافق 4 أبريل 1976م، باحث ومُفكِّر إسلامي، مهتمٌّ بمنهج الفقه الإسلامي وبالمذاهب العقدية والفكرية، له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات المنشورة، وله عدد من الكتب المطبوعة وظهر تحوُّله إلى الفكر السلفي عام 2007.
ومن مؤلفاته: “مسلكيات”، و”الطريق إلى القرآن”، و”الماجريات”، و”الأسهم المُختلطة”، و”مآلات الخطاب المدني”، و”التأويل الحداثي للتراث”.