الصلاة الوسطى
الصلاة الوسطى
كان الرسول ﷺ إذا أُذِّن لصلاة العصر صلى أربع ركعات وهو يقول: “رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعًا”، فإذا اجتمع الناس خرج فصلى العصر أول وقتها فإذا فرغوا أقبل على أصحابه فإن كانت هناك حاجة لحديث حدثهم، فإذا انصرف من صلاة العصر طاف على نسائه حتى يصل إلى من جاء دورها فيبيت عندها، وكان مجلسه ﷺ يجمع بين الأنس تارة، والمذاكرة العلمية والأسئلة والاستشكال تارة أخرى، ويتلقى ﷺ ذلك برحابة وحسن تلقٍّ.
وكانت زوجاته رضي الله عنهن جميعًا لا يسمعن شيئًا إلا راجعن إليه فيما استَشكل عليهن، فهذه حفصة (رضي الله عنها) يحدثها رسول الله قائلًا: “إني لأرجو ألا يدخل النار أحد إن شاء الله تعالى ممن شهد بدرًا والحديبية”، فتسأل رسول الله مستفهمة أن كيف هذا والله يقول ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚكَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾، فيجيبها رسول الله ﷺ قائلًا: “ألم تسمعيه يقول ﴿ثمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾، وما كانت هذه المراجعة بين الرسول ﷺ وزوجاته لتتم لولا أنه استثار اليقظة العقلية وفتح آفاق التفكير، وجعل المراجعة والتفاعل العقلي طريق القناعة واليقين، وربما دعاه بعض أصحابه إلى أمر يحبون أن يشهده معهم فيجيبهم لذلك.
الفكرة من كتاب اليوم النبوي
كان ﷺ إذا مشى مشى بقوة وعزم وكان يمشي بعفوية كذلك بعيدًا عن التواقر المتكلف، وكان إذا التفت التفت جميعًا، وكان يتبسم لمن يلقاه، وكان إذا مرَّ بصبيان سلَّم عليهم، وكان إذا لقي الرجل من أصحابه سلّم عليه وصافحه، وكان إذا صافح أحدًا لا ينزعُ يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع..
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب ساعات يوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكأنَّنا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة وعفوية الحياة الجادة والتوازن بين مناشط الحياة، وكيف كان يتنقَّل ما بين العبادة ومسؤوليات الحياة ومتطلباتها وقضايا ومسؤوليات الدين والدعوة، وكيف كانت نفسه الشريفة تتسع لكل هذا فصدق فيه قول الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
مؤلف كتاب اليوم النبوي
عبد الوهاب بن ناصر الطريري: أستاذ جامعي، ونائب المشرف العام في مؤسسة الإسلام اليوم، تخرج في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص علوم السنة النبوية وتولى التدريس في الجامعة نفسها، شغل منصب المشرف العلمي على موقع الإسلام اليوم.
من أشهر مؤلفاته: “الإمام القرطبي ومنهجه في شرح صحيح مسلم”، و”كأنك معه” و”قصص نبوية” و”حديث الغدير”.