الصعود التنموي للاقتصاد الصيني
الصعود التنموي للاقتصاد الصيني
بدأت الصين السير على قضبان التنمية منذ منتصف القرن العشرين، ورغم تعرضها لتقلبات الدورات الاقتصادية من صعود وهبوط في بعض الحقب التاريخية فإن المسار العام للنمو الاقتصادي على المدى الطويل اتسم بالصعود، فعلى مدى ربع قرن فقط استطاعت الصين أن تحجز لها مكانًا بين مصاف الدول العظمى اقتصاديًّا، وارتكزت تلك الطفرة على معادلة التراكم المتزايد لرؤوس الأموال بالإضافة إلى قوة العمل الوفيرة، مما كان سببًا في النهاية للنمو المطرد للإنتاجية، ونظرًا إلى مرونة الجهاز الإنتاجي كانت الصين دائمًا ما تتلاءم مع أية تغيرات مفاجئة في السوق العالمي.
ولم تغب ثمار هذا التقدم الاقتصادي عن المجتمع الصيني، حيث تحول هذا النمو السريع والمطرد إلى تنمية اقتصادية شملت العديد من قطاعات الاقتصاد الصيني، وظهر ذلك على مستوى رفاهية المواطن فتضاعف متوسط الدخل الفردي عدة مرات، وتم انتشال الملايين من خط الفقر وتوافرت السلع والخدمات على نحو كبير عن ذي قبل مما أثر بدوره في تنامي معدلات الاستهلاك بصورة أكبر خصوصًا من السلع المعمرة والإلكترونية، كما اتسعت رقعة الطبقة الأرستقراطية من الأثرياء، فارتفعت بذلك المستويات المعيشية للأفراد، مما انعكس بصورة إيجابية على زيادة متوسط الأعمار لدى الصينيين.
ورغم أن التجربة التنموية في مجملها تتسم بالتقدم فثمة اختلالات وتوترات داخلية شكَّلت انكسارات اجتماعية كان ينبغي تداركها، فعدم مجانية التعليم أدى إلى تفاوت كبير في جودة التعليم بين الفئات المجتمعية المختلفة، كما تصدَّع نظام الضمان المجتمعي في البلاد خصوصًا في مجالات الصحة والأدوية وانتشار اللقاحات، ونشأت أزمات من قبيل تقلُّص مظلة التأمين الصحي ومعاشات التقاعد، هذا غير انتشار ظاهرة التفاوت النسبي في المستوى المعيشي وشيوع عدم المساواة في توزيع الدخول والخدمات بين الأفراد من جهة وبين الأقاليم من جهة أخرى.
الفكرة من كتاب الاقتصاد الصيني
يتتبع هذا الكتاب تجربة النهضة التنموية في جمهورية الصين الشعبية على مدى ثلاثة عقود من بداية الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الصين مرورًا بالتحول الدرامي ناحية تبني مبادئ اقتصاد السوق في بعض القطاعات، كما يتعرَّض للمكتسبات والمشكلات الاجتماعية التي حدث جراء هذا النمو الاقتصادي والتأثيرات المتبادلة بين الصين والعالم الخارجي.
مؤلف كتاب الاقتصاد الصيني
فرانسواز لوموان: كاتبة وخبيرة اقتصادية في CEPII (مركز الدراسات المستقبلية و المعلومات الدولية)، وباحثة مشاركة في مركز دراسات الصين الحديثة والمعاصرة (EHESS)، ويتركز عملها على اقتصاد الصين والهند ودمج الاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي.
ومن أهم مؤلفاتها:
الصين.
اقتصاد الصين.
دول مجموعة البريكس.