الصعوبات والأساليب
الصعوبات والأساليب
لا يسلك الآباء منهجًا واحدًا في التربية، وهنا تأتي أهمية تبادل الخبرات والجلسات العائلية الجماعية التي توسع الأفق وربما تفتح عينيك على اقتراحات وأساليب كنت غافلًا عنها، أيضًا يساعدك على ذلك القراءة والتعلم والاطلاع على المؤلفات التي تخص علم التربية والطفل والنمو والمراهقة وما إلى ذلك، ويمكن أن تجتمع تلك الأساليب تحت أربعة أساليب رئيسة:
أولها أسلوب التسلط والقمع وذلك بفرض الأوامر طيلة الوقت والمطالبة بتنفيذها من دون نقاش.. والنتيجة أبناء مطيعون لكن مهزوزون نفسيًّا وقليلو السعادة، الأسلوب الثاني هو الأسلوب المتساهل المتحرر من أية قيود أو ضغوط أو أوامر أو حتى توجيه وإرشاد، حرية كاملة للأبناء وسلطة ضعيفة للآباء والنتيجة نفوس ضعيفة معرضة للفشل في مواجهة المشكلات، ومن ثم فإن حظها من السعادة قليل، الأسلوب الثالث هو المهمل المتسيب حيث يمثل الأب فيه بنكًا متحركًا والمنزل فندقًا مجهزًا والأم طباخة ماهرة، نعم الاحتياجات الأساسية المادية متوافرة لكن على الصعيد الآخر الاحتياجات المعنوية غير ملباة، والنتيجة أفراد ذوو كفاءة أقل ممن حولهم من حيث الذات والمهارات، وأخيرًا يأتي الأسلوب الأمثل والأصوب وهو الأسلوب الحازم لكن بوعي، تواصل وتلبية للاحتياجات المادية والنفسية مع توجيه وإرشاد وضبط، والنتيجة التي نبحث عنها يحققها هذا الأسلوب، حيث النجاح والسعادة النفسية.
إن الجهل بأساليب التربية مع الصعوبات التي يواجهها المربون قد تلجئهم إلى تبني واحد من الأساليب الثلاثة الأولى بقصد أو دون قصد، بالطبع ليس هذا تبريرًا لتلك التصرفات ولكن رؤية الصورة كاملة تساعدنا على فهم المشكلة ومن ثم التفكير في حلول لها، فمما يواجه الوالدين مثلًا تدخل عوامل أخرى معهم في تربية أبنائهم نتيجة للتطور التقني الذي يعيشه العالم اليوم، تجد أيضًا أن طبيعة مراحل النمو وبخاصة مرحلة الطفولة والمراهقة تتطلب كل مرحلة منها وعيًا ومهارات معينة، ففي الطفولة يعجز الأطفال عن الكلام والتعبير عما يريدون إلا من خلال حركات أو أصوات معينة، في مرحلة المراهقة يحتاجون إلى رعاية وتفهم من نوع خاص.. وهكذا، أيضًا شعور الوالدين بعدم التقدير من الأبناء أو فهمهم على نحو خاطئ أو ظنهم أنهم يكرهونهم أو نحو ذلك يؤثر أيضًا في الآباء، مع كل هذا العناء قد يكتشف الآباء في منتصف الطريق أنهم أخطؤوا في تعليم أبنائهم أمرًا ما بغير قصد، مؤثرين بذلك فيهم سلبيًّا! إن قائمة التحديات والصعاب قائمة طويلة لذا كانت أهمية الدراية والتعلم.
الفكرة من كتاب التربية الوالدية: رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية
لا ملل ولا تعب من تكرار التأكيد والتنبيه على أهمية تكوين الأسر وبنائها على أساس قويم متين، وما نشهده اليوم في العالم من حولنا ما هو إلا تداعيات وثمار أسر هوت منذ سنين، أسر أسست بنياها على الحافة فانهارت وانهارت معها قيم المجتمع السليمة وأعرافه الأصيلة بل ودينه القويم!
إن بناء الإنسان أشرف وأخطر بناء على وجه الأرض، وما تكريمه ورفعته إلا من جهة ذلك، فإن أضعنا وعطلنا أصل التكريم والتشريف فقد قضينا على الإنسانية بدم بارد، بل وقضينا وأفسدنا الكون كله المسخر أصالة لخدمة ذلك الإنسان وتسهيل حياته، الخلاصة: إن فسدت الأسرة فسد الإنسان وبفساده يفسد الكون كله!
مؤلف كتاب التربية الوالدية: رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية
هشام يحيى الطالب، حاصل على البكالوريوس والدكتوراه في الهندسة الكهربائية، شغل مناصب عدة في منظمات إسلامية مختلفة ونظم العديد من دورات التدريب القيادي داخل وخارج أمريكا وله عدة مؤلفات منها: “ميثاق الشرف الدعوي”، و”دليل التدريب القيادي للعاملين المسلمين”.
عبد الحميد أحمد أبو سليمان، حاصل على الماجستير في العلوم السياسية وعلى الدكتوراه في العلاقات الدولية، شغل عدة مناصب هامة منها الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومدير الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وله العديد من المؤلفات المعنية بإصلاح المجتمع الإسلامي منها: “أزمة العقل المسلم” و”إحياء التعليم العالي في العالم الإسلامي”.
عمر هشام الطالب، حاصل على الماجستير والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاجو، عمل في عدة مناصب وكتب العديد من الأبحاث عن الأسرة والتربية وله حضور في العديد من المؤتمرات الدولية في أنحاء العالم.