الصرع وتاريخه

يعدُّ الصرع مرضًا قديمًا جدًّا، فقد كان منتشرًا في الحضارات القديمة، وعُرِف ذلك عن طريق آثارهم التي تركوها، فالإغريق القدماء اعتقدوا أن نوبات الصرع روح شريرة تلبس المريض ثم ترحل عنه بعد انتهاء النوبة، وكان العلاج الشائع حينها هو التدخُّل عن طريق ثَقْب الجمجمة بهدف فتح الطريق أمام تلك الأرواح الشريرة للخروج وشفاء المريض، وكانت تلك الاعتقادات سائدة مدة طويلة من الزمن حتى عصر النهضة في أوروبا عندما حدثت ثورة في الطب، وظهر العلماء وأدركوا أن كل الاعتقادات القديمة خُرافات، وأن الصرع مرض نفسي عصبي ينشأ في خلايا المخ، ويتمثَّل في الجسم على هيئة نوبات متكرِّرة من اضطرابات الوظائف المختلفة من حركة وإحساس ووعي، غير محدَّد بوقت بَدء وانتهاء، ويحدث في أثناء نوبات الصرع تغيِّر في النشاط الكهربي للمخ تم اكتشافه بتسجيل رسم المخ، حيث تتغيَّر طبيعة الموجات الكهربية الصادرة وتزداد كمًّا وكيفًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لكن الطبيعة الباثولوجية للصرع ما زالت غير مفهومة بالكامل حتى الآن، إلا أن المُثبِّت هو حدوث تغيُّرات كيميائية على مستوى الخلايا بما تفرزه ويتحكَّم بها ويغيِّرها هي والخلايا التي تحيط بها من (موصلات أو ناقلات كيميائية)، ففي العادة تُفرَز تلك المواد من الخلايا العصبية عند مكان اتصالها بالخلية العصبية المجاورة، وذلك لنقل الإشارات العصبية والأوامر التي يجب تنفيذها ولكن طبعًا يكون ذلك بصورة محددة ومنظمة، تلك النواقل العصبية الكيميائية منها ما هو مُثير للخلايا الأخرى، ومنها ما هو مُثبَّط وتكون استجابة الخلايا العصبية المستقبلة لتلك النواقل بمجموع ما يصل إليها، فإذا وصلت إليها إشارات مثيرة أكبر من الإشارات المثبِّطة يتم تنشيطها واستثارتها، والعكس صحيح.

لذا ففي الصرع يحدث خلل في تلك العملية فإذا حدث تلف مثلًا بمجموعة خلايا مثبَّطة، يزول أثر التثبيط وتُغرِّد الإشارات المثيرة وحدها وتحدث نوبات التشنج المعروفة.

ما زالت تمثل أمراض الجهاز العصبي العديد من الألغاز أمام العلماء، حيث يحاولون يومًا بعد يوم بالأبحاث العلمية والدراسات فكَّ الشفرات والوصول إلى علاجات جذرية تُخفِّف معاناة آلاف المرضى.

ويتحدَّث المؤلفون في هذا الكتاب عن مجموعة مُختارة من الأمراض العصبية التي قد يكون هُناك أفكارٌ مغلوطة عنها في الثقافة الشعبية، كما يقدِّم الكتاب أحدث ما تم التوصُّل إليه في فَهم الطبيعة المَرَضية لتلك الأمراض، ويقدِّم بعض النصائح الحياتية الوقائية.

نخبةٌ من الأطباء الاستشاريين المتخصِّصين في أمراض المخ والأعصاب.