الصراع العربي العربي

قد تعدَّدت تعريفات الإنسان تبعًا لاختلاف أطوار حياته المادية والمعنوية، ويعرف الكاتب الإنسان بأنه من حمل الأمانة عن اختيار، وأطلق عليه اسم “الإنسان الآية”، وبناء على هذا، فإن هذا الإنسان يتسم بسمتين: إحداهما، “الوجود القريب”، وهو وجود الإنسان في صِلة بإنسان مثله، والثانية، “الوجود البعيد” وهو وجود الإنسان في صِلة بالكائنات الأخرى التي يُمكن أن تُنشئ بدورها عوالم مستقلة بذاتها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

نجد أن هذا الإنسان الآية، قد تقطَّعت به السبل، بحيث لم يحدث هذا المحق الذي حدث له عند غيرنا بما يشمل أعداءنا، فمنذ ثلاثة عقود والعرب يقتل بعضهم بعضًا بجميع أشكال الأسلحة المتاحة وبكل صور القتل، تفننًا في قتل أنفسهم، فنجد القتل الفردي والقتل الجماعي والقتل العلني والقتل الخفي والقتل باسم الدولة والقتل الذي تؤجَّر فيه الشركات المرتزقة وغير ذلك الكثير، وليس من وصفٍ لحال الاقتتال هذه إلا أنها شاهدة على ثقافة دخيلة، هي “ثقافة القتل” التي عمَّت بلاد العرب.

وعلينا أن ندرك أنه لا يراد من وراء هذا القتل إلا قتل حامل الأمانة “الإنسان الآية”، فالقاتل العربي له خصوصية، إذ لا يقتل لمجرد القتل، بل من أجل إنكار “هويته الائتمانية” التي هي شرٌّ من القتل ذاته، والتي تتشابه مع قتل هابيل لأخيه قابيل، حيث أراد أن يُزيل عنه ما لا يُزال، وهو “خصوصية التقبُّل الإلهي” التي تجلَّت في قبول القربان، فكذلك العرب يقتل بعضهم بعضًا من أجل إزالة ما لا يُزال، وهو “خصوصية الائتمان الإلهي”.

وأصبح التكوين الثقافي للعربي في تشتُّت، بين مؤيد للقتل باسم الدولة، ومؤيد للقتل باسم الدين، وبين صامتين، ومتردِّدين، وعازفين على الأوتار حسب الأحوال، ناشرين ثقافة القتل بين أنفسهم.

ــ على إحياء نفسه؛ ويكون ذلك وَفق ستة مبادئ: (مبدأ ترك إرادة الإيذاء)، و(مبدأ اعتبار قتل الأخ لأخيه قتلًا للإخوة جميعًا)، و(مبدأ تقديم الإحسان على العدل)، و(مبدأ الخروج على السياسة الاحتيازية كون الإنسان مؤتمنًا على الأشياء لا مالكًا لها على الحقيقة)، و(مبدأ الاستباق إلى ردِّ الأمانة)، و(مبدأ الإشفاق من تحمل الأمانة).

يرى الدكتور طه عبد الرحمن أن الأمتين الإسلامية والعربية تخوضان صراعات فيما بينهما وبين غيرهما، كما أن الإخوة يقتتلون فيما بينهم، وأن مثل تلك القضايا الكيانية توجِّب علينا تقديم النظر الفلسفي على التحليل السياسي، لذا يقوم ببحث الجوانب الفلسفية المتعلقة بتفريط العرب في القدس من خلال التطبيع، والصراع (الإسلامي الإسلامي) بين النظامين السعودي والإيراني على بسط النفوذ على العالم الإسلامي، واقتتال العرب فيما بينهم من خلال انتشار ثقافة القتل.

طه عبد الرحمن، فيلسوف مغربي متخصِّص في علم المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين منذ سبعينيات القرن الماضي، كتب عشرات الكتب، ومنها: “العمل الديني وتجديد العقل”، و”سؤال الأخلاق”، و”روح الحداثة”، و”بؤس الدهرانية”.