الصراع الروسي الأوكراني

الصراع الروسي الأوكراني
في أغسطس عام 2014م صعَّد بوتين التدخل العسكري الروسي، وزعم أنه تدخل إنساني في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، من دونباس إلى أوديسا، ثم في سبتمبر، جرى التوقيع على اتفاقية مينسك الأولى بين روسيا وأوكرانيا بعد وساطة فرنسا وألمانيا، ولم يهدأ تصاعد التدخل العسكري الروسي إلا بعد إبرام اتفاقية مينسك الأولى، لكنها لم تُنفَّذ من قِبل أي من الجانبين الأوكرانيين فلا الجيش الأوكراني انسحب من المواقع التي يجب أن يغادرها، ولا جيش الميليشيات انسحب من المستوطنات التي يتعين عليه الخروج منها.
بينما استمرت الحرب الروسية الأوكرانية في دونباس بحدة منخفضة، ووجد بوتين مسرح حرب أكثر ملاءمة لعرض حي واسع النطاق لقوة النيران التي تراكمت لدى قواته المسلحة، فمنذ سبتمبر عام 2015م، أصبحت سوريا المكافئ الروسي للحرب الأمريكية على العراق عام 1991م، ليوفر حافزًا قويًّا لمبيعات الأسلحة الروسية في المنطقة وعلى الصعيد العالمي، ويقدم ضمانات لـعودة آمنة للاجئين السوريين، ويضمن دفع قوات إيران خارج سوريا ليحصل على ورقة رابحة في علاقاته مع الولايات المتحدة، وحلفائها العرب الأغنياء بالنفط في الخليج وإسرائيل، وعلى الرغم من نجاح روسيا في دعم نظام بشار وهزيمة المعارضة، فشلت في إقناع بشار بالتخلي عن إيران، ومن ثم فشلت في خلق ظروف ملائمة لبداية عصر إعادة إعمار في سوريا، ليتبين أن سوريا كانت مسعًى مكلفًا بالنسبة إلى روسيا.
في هذه الفترة تولى شاب يُدعى فُولُودِيِمير زِيلِينسكِي Volodymyr Zelensky رئاسة أوكرانيا، وقد أثار التشابه بين الرئيس الأوكراني الجديد وعدوه اللدود وخصمه السياسي الأول، أليكسي نافالني Alexei Navalny قلق بُوتِين، فبدأ يُلقى باللوم على القيادة الأوكرانية الحالية بشأن عدم تنفيذ اتفاقيات مينسك، وصارت تعبيرات بوتين عن احتقاره لزيلينسكي تتفاقم في كل مؤتمر صحفي سنوي، ففي مؤتمر عُقِدَ عام 2021م قال عن نظيره الأوكراني إنه بدلًا من الاستجابة لدعوة السلام في المجتمع الأوكراني، التي استغلها للوصول إلى السلطة، اختار عدم الوفاء بوعوده، وكان ذلك تمهيدًا للعملية الخاصة التي سيطلقها بوتين بعد فترة وجيزة، فبدأ الهجوم على أوكرانيا في فبراير عام 2022م.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.




