الصداقة
الصداقة
علاقة الصداقة بين الآباء وأبنائهم هي من أكثر الأمور تأثيرًا في سعادة واستقرار الأسرة، ولها بالغ الأثر في نفوس الأبناء الذين ينشؤون على قدر كبير من الثقة والاطمئنان، ولا شيء يجعل تلك الصداقة فاعلة ومحل ثقة وتقدير كمثل العلاقة بين الأب والأم، وما يراه الأبناء من ود ورحمة بينهما واحترام متبادل.
وتقع مسؤولية تكوين تلك الصداقة على عاتق الوالدين لا الأبناء، وكل نظرة حانية ولمسة يد دافئة وكلمة رقيقة أو حازمة كلٌّ في موضعها هي بذور تلك الصداقة، ليبدأ الآباء بعد ذلك بتدعيمها وريِّها بما يكون بين الأصدقاء، فيقرِّب الوالد ابنه إليه ويُكبره، ويشاركه بعض أحداث يومه، فتتوثَّق عرى تلك الصداقة وتصبح حقيقية راسخة، فنجد الابن يلجأ أول ما يلجأ إلى والديه إن أهمَّه شيء، وأكثر ما يزيد الثقة في تلك الصداقة أن يوكل الأب لابنه مهام ينجزها بنفسه، ويترك له مساحة للخطأ، فحتى لو تمَّت المهمة ببعض القصور أو بكلفة مادية أعلى فإن ثمرة ذلك في نفس الابن تعوِّض أي تكلفة أخرى، وأن يطلب رأيه في بعض الأمور حتى ولو كان موقنًا بجهله بها، فتكون تلك فرصة لتعليمه والحديث معه بشأنها.
ومظاهر الصداقة بين الآباء والأبناء تختلف وتنمو بنمو الأطفال، فهي في طفولتهم لعب ومداعبة، وعند المراهقة تكون في الصبر على تهور الأبناء وحماقاتهم، وسعة الصدر في نقاشهم، وتقريب مسافات الحوار بينهم، ومحاولة صرفهم لشغل وقتهم بما لا يضرهم، وحينما يكبر الأبناء فيصيرون رجالًا ونساء تنمو تلك الصداقة في علاقة شبه متساوية تحفظ للكبير احترامه وللصغير الرحمة به.
الفكرة من كتاب بين الآباء والأبناء.. تجارب واقعية
كان السؤال الذي يشغل المؤلف هو من أين يبدأ الإصلاح؟ وهل هناك موضع إن صَلُح صَلُحت من بعده شتى نواحي الحياة؟ إلى أن استقرَّ لديه أن هذا الموضع هو الإنسان نفسه، ومن هنا كان الاهتمام بأساس هذا الإنسان وتنشئته منذ الطفولة، فمهما كثرت المؤثِّرات وتشتَّتت العوامل، يبقى لأثر الأم والأب النصيب الأعظم والأبقى في نفوس الأبناء.
وانطلاقًا من إيمان الكاتب بأن التجارب الواقعية أكبر تأثيرًا من التنظير والكلام الفلسفي في نقل المناهج التربوية، فقد قام بجمع بعض التجارب التربوية التي نعرض هنا أهم أفكارها المُعينة في تنشئة الأبناء.
مؤلف كتاب بين الآباء والأبناء.. تجارب واقعية
مُحمَّد سليم العوَّا (1942م): مفكر إسلامي، وهو محامٍ ومستشار قانوني، حاصل على دكتوراه الفلسفة في القانون المقارن من جامعة لندن، وعمل بالتدريس في عدد من الجامعات العربية، وهو الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مؤسس بالفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، برز على الساحة السياسية واعتقل في عهد عبد الناصر، كان مرشحًا لانتخابات الرئاسة المصرية سنة 2012، وله العديد من المؤلفات، ومنها:
الأقباط والإسلام.
العبث بالإسلام في حرب الخليج.
في النظام السياسي للدولة الإسلامية.