الصحة العامة
الصحة العامة
يقصد الكاتب بالصحة العامة الإطار المعني بالدولة والأفراد والوقاية من الأمراض الوبائية وإصلاح المرافق الصحية وحفظ الصحة، وترتبط الصحة العامة بالهياكل السياسية والاجتماعية، إذ استهدفت الفئات الضعيفة كالفقراء والأطفال والمسنِّين ونصَّت تعاليمها على التخلُّص من الازدحام والتبغ والكحوليات والحفاظ على الهواء نقيًّا وعلى النظافة وممارسة الرياضة ومحاربة البدانة وتغيير أنماط الحياة المتسمة بقلة الحركة ليكون الشعب أكثر صحة.
وتبيِّن المؤلفات القديمة أن تعداد البشر قبل العصر الحديث في تناقص دوري بسبب أزمات الغذاء والمرض، فقد أباد الطاعون نصف سكان أوروبا في الفترة من منتصف القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن السابع عشر، وقد أدَّى تكرار تفشي الأوبئة في المجتمع إلى زيادة الوعي بقضايا الصحة وتدابير الوقاية من الأمراض كالحجر الصحي بالمستشفيات ومراقبة حركة الأفراد والبضائع والتفتيش الطبي للأفراد واختراع أمصال وقائية للأمراض.
وكان يعتقد بعض الناس أن الأوبئة تنتشر عن طريق الهواء الملوث ويعتقد آخرون أنها تنتشر عن طريق العدوى من الشخص المصاب إلى الآخرين، فكثيرًا ما يصاب الأشخاص الذين يقومون على رعاية المرضى وأنشطة حركة الدراسات الاستقصائية لبحث القضايا الاجتماعية ذات التبعات الطبية كالفقر وعمالة الأطفال والغش في المواد الغذائية وموارد المياه وتطبيق استراتيجية المراقبة لهياكل الدولة حيث كانت تُقام الأسواق والمعارض وفقًا للضوابط، والالتزام بتحصينات على حدود المواني والمدن خصوصًا في أوقات انتشار الأوبئة، وفي القرن العشرين تطوَّرت الدراسات الاستقصائية وتداخلت مع علم الإحصاء لتقييم البيانات في المستشفيات والمعامل.
الفكرة من كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
تماشيًا مع فطرة الإنسان في حفظ حياته، وإزالة الألم الذي يقوِّض راحته فقد حرص طوال تاريخه على إيجاد الوسائل التي تعينه على التداوي، ورغم مرور التداوي بأطوار تاريخية مع تطوُّر قوانينه وأساليبه وحتى مع اختلاف بعض أسسه وأدواته بين الأمم، فقد كان في معظم تاريخه لا ينفصل عن الحكمة الإنسانية بما تشمله من دين وفلسفة، حيث ينظر إلى الإنسان على أساس طبيعته الثنائية من الروح والجسد.
وتتابعت محاولات الإنسان على مر العصور للتخلُّص من الألم والمرض واستنتاج وتعلم وسائل التطبيب بدءًا بأبقراط ومن بعده جالينوس، ثم علماء المسلمين الذين كانوا قنطرة انتقال التراث العلمي اليوناني إلى أوروبا انتهاءً بما صار إليه الطب في العصر الحديث إثر التطور التكنولوجي وتزايد البحث العلمي بعد الثورة الصناعية في أوروبا، ويتناول الكتاب باختصار تاريخ الطب وما طرأ عليه من تغيرات ابتداءً بأبقراط حتى العصر الحديث.
مؤلف كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
ويليام باينَم William Bynum: مؤرخ بريطاني، ولِد عام 1943م، حصل على درجة الأستاذية الفخرية في تاريخ الطب من كلية لندن، وعُيِّن رئيس الوحدة الأكاديمية لمعهد ويلكام لتاريخ الطب لسنوات عديدة، وعمل محررًا لمجلة ميديكال هيستوري العلمية في الفترة من عام 1980م إلى عام 2001م، من أشهر مؤلفاته بالتعاون مع روي بورتر: العلم وممارسة الطب في القرن التاسع عشر، وقاموس أكسفورد للمقولات العلمية، والنباتات الرائعة التي تشكِّل عالمنا.