الصحة الأسرية
الصحة الأسرية
توسَّعت الثقافة الصحية حتى شملت الصحة الأسرية الإنجابية، وذلك لأن الثقافة الصحية لها القدرة على ضبط سلوكيات الإنسان وتعديلها بما هو صالح للأسرة والمجتمع، فقد أثبتت الدراسات أن هناك فرقًا شاسعًا بين الدول النامية والمتقدمة في الصحة الأسرية، حيث وجدنا أنه بمعدل امرأة كل دقيقة تموت بسبب مضاعفات الحمل أو الولادة في الدول النامية، وعلى سبيل المثال: حين تتوفى 500 امرأة في أفريقيا تتوفَّى بالمقابل لها امرأة واحدة في الدولة الاسكندنافية بسبب الحمل، وأيضًا بسبب الأمومة تموت امرأة واحدة في أوروبا يقابلها 400 امرأة تموت في آسيا و435 امرأة في أفريقيا، وهذه الدراسات والأرقام تجعلنا ندرك أن واقع المستجدات العلمية يُغيِّر إلى الأفضل وينقذ أرواحًا بشرية من خلال الثقافة الصحية التي يجب أن تكون لدى أفراد المجتمع ويُحسِّن من سلوكيات الإنسان التي قد تؤدِّي به إلى الموت، وعليه أيضًا أن يُباشر بالتخطيط ويتتبَّع ممارسته اليومية ومدى ضررها ونفعها، وفي جميع مناحي الحياة التخطيط شيء مفيد لحياة الإنسان، فهو عملية متقدِّمة ومتغيِّرة تِبعًا للزمان والمكان والسلوك البشري، فعلى سبيل المثال: حين يقوم الفرد باتخاذ قرار الزواج فعليه أن يرى مثال الزواج في أوروبا، فهم يهتمون بالظروف البيئية ونوع الأفكار ومدى اختلافهم واتفاقهم، والعوامل الوراثية ويطبِّقون القوانين الخاصة بالزواج مثل القيام بالفحص الطبي الشامل للزواج ولا يتم الزواج من دونه.
وبهذا الانتشار الثقافي المعرفي الصحي يجب على فئات المجتمع الانتباه للخلل الذي يُصيب بعض الأفراد، ويزوِّجون بناتهم دون وعي صحي، بل أيضًا بالإجبار والإهانة، فلا تعي مسؤولية بيت ولا اهتمامًا صحيًّا، وقد تقوم بجناية أخرى وتقوم بالحمل وفي غالب الأوقات شاعت الولادة القيصرية بسبب أعمارهن الصغيرة وصحتهن الجسدية الضعيفة، فإنقاذًا لروح الأم والطفل يتم هذا النوع الاضطراري حتى شاع نوع الولادة بين أفراد المجتمع، وهذا يجعلنا أمام معضلة حضارية ثقافية لأن الفتاة القاصرة العاجزة غير المُتعلمة لا تصلح لتكون زوجة وأمًّا مسؤولة، وهذا جعل قانون الأحوال الشخصية يُعدَّل ليصبح سن الزواج للذكر والأنثى عند عُمر 18 عامًا.
الفكرة من كتاب الثقافة الصحية
أصبحت حياة الإنسان في تطور متزايد ومستمر، لا يكاد يلاحقها من فرط سرعتها، لكن لكلٍّ ميزة في هذا التطور تُزين حياة الإنسان، إلا أن جانبها المميز هذا يُظهر لنا جانبًا سيئًا آخر في خلال رحلة الكشف عنه، وجانب الصحة في حياة الإنسان تتوقَّف عليه حياة الإنسان واستمراره، فالصحة هي الطاقة المختزنة داخل الإنسان التي مكنته من إقامة الحضارات وصُنع التقدم الهائل التكنولوجي الحديث، لكن هذه الطاقة قد تتبدَّد، ولذا وجب رعايتها والحفاظ عليها، وهناك أمراض حديثة اكتُشِفَت، وقديمة اكتُشِف علاج لها أو تطوَّرت أعراضها، ولكي يقوم الفرد المجتمعي بالكشف أصلًا عن وجود مرض عنده فيجب عليه أن يكون لديه القليل من الثقافة حول الصحة، وأعراض تلك الأمراض، وذلك يرجع إلى أن الأمراض أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل والكشف عنها كذلك، وهذا ما يدعونا إليه الكاتب في كتابه حول الثقافة الصحية والتعرف على الأمراض وأنواعها، وسلوك البشر تجاهها.
مؤلف كتاب الثقافة الصحية
الدكتور محمد بشير شريم: طبيب وكاتب في مجال الصحة والطب، ما جعل له بصمة في المكتبة العربية الطبية.