الصحةُ كنزٌ عظيم
الصحةُ كنزٌ عظيم
إن أشد ما قد يصيب الإنسان من بلاءٍ ذاك الذي يأتيه في صحته، سواء أكان مرضًا طارئًا خطيرًا يمكن الشفاء منه بملازمة المستشفى مدة أو بإجراء عمليةٍ جراحية مثلًا، أم ربما يأتي على هيئة داءٍ مزمنٍ لا يمكن الشفاء منه مثل العقم أو أمراض القلب وضغط الدم وغيرها، والأشد على الإنسان أن يكون المصاب بهذا الداء مَن هم أقرب الناس إليه مثل أبنائه، فيشعر بالمرض لمرضهم، أو أن يكون له طفلٌ معاقٌ إعاقة دائمة، فالمريض بأي حالٍ يحتاج منِّا إلى الدعم والمساندة، وتجنب الأسئلة السخفية التي تزيد الأمر سوءًا، كأن نسأل من يفشل حملها باستمرارٍ: “لماذا لا توفَّقين في حملك؟”، فهذا الموضوع تحديدًا من الأفضل ألا نخوض فيه بالحديث إلا إذا اختار صاحب الأمر أن يتحدث عنه، ولا يكون علينا إلا الاستماع والتعاطف قدر الإمكان، كما أنه من الواجب علينا في أثناء مواساتنا لمريضٍ ألا نُملي عليه كيف عليه أن يشعر، فنحن نختلف في قدرتنا على تحمل الألم، كما نحتاج إلى أن نبتعد عن العبارات المحفوظة أو تقديم النصائح، فالأولى أن نشعره بوجودنا فقط، وأن نعي أن مشاعر الخوف أو الحزن الذي يعتريه لا علاقة لها بقوة إيمانه أو ضعفه، فنحن في النهاية مجبولون على تلك المشاعر الإنسانية.
ويلحق بتلك المساعدات النفسية، مساعدتنا لمن يلزمه أن يقرر عن غيره قرارًا صعبًا يتعلق بحياته أو موته غالبًا، مثل إمضائه على إقرارٍ لعمليةٍ جراحيةٍ كبيرةٍ لأحد أبويه أو أبنائه أو من يهمه أمره، فإنه حتى إذا كان القرار صحيحًا، فهذا لا يعني سهولة تنفيذه، ما يحمّله ضغطًا نفسيًّا ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقه وحده.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.