الشق المزدوج
الشق المزدوج
كان آيْنِشْتَيْنْ قد ذكر أن الضوء يتصرف كجسيم وكموجة على حسب التجربة، فعندما تجتمع الفوتونات يتصرف كموجة، لكن الفوتون الواحد يتصرف كجسيم، اختبر العلماء هذا الافتراض من خلال تجربة الشق المزدوج وإطلاق الفوتونات منفردة ليكتشفوا أن الفوتونات المنفردة تصرفت كموجات وتداخلت، وطرح سؤالٌ نفسه: هل كل الجسيمات الدقيقة تتصرف هذا التصرف الموجي؟
ربط لِوِيسْ دِي بِرْوِيلْ بين علاقة الكتلة والطاقة وعلاقة الطاقة والتردد، ليشير إلى وجود حقيقة موجية لكل كتلة، وأن الأجسام تبدو جامدة بسبب صغر طولها الموجي، إذ إن الطول الموجي يساوي ثابت بلانك مقسومًا على عزم الجسم، اتبع إِيرْفِنْجْ شُرُودِنْجَرْ أعمال دِي بِرْوِيلْ ووضع معادلات تشرح آلية عمل موجة الإلكترون لكن لم يوضح ما الذي يتموج، ليأتي مَاكْسْ بُورْنْ ويُصرح بأن هذه المعادلات تصف احتمالية وجود الإلكترون لا وجود الإلكترون نفسه، ليعود إلى أن المادة تتكون من جسيمات، وإشارات الموجات تعبر عن احتمالية وجود الإلكترون،
وهذا يعني أن من المستحيل تحديد مكان إلكترون بدقة، وإذا طُبق هذا على العالم الكبير، فإننا لا نستطع تحديد مكان الأجرام بدقة بل احتمال وجودها في مكان ما، وعندما سأل فِيرْنَرْ هَايِزْنِبِيرْجْ نفسه لماذا لا نستطيع تحديد موقع إلكترون بدقة، وجد أن سقوط الضوء لرؤية الإلكترون، سيؤدي إلى اصطدام الفوتون بالإلكترون وزيادة سرعة الإلكترون، ليخرج بمبدأ عدم اليقين، الذي يقضي باستحالة تحديد موقع وكمية حركة إلكترون، ويقضي على مبدأ الحتمية، أدى ذلك إلى وقوع صراع بين رائدي ميكانيكا الكم بقيادة بُورْ ورائدي الفيزياء الكلاسيكيَّة بقيادة آيْنِشْتَيْنْ، وعلى الرغم من غرابة المبدأ فإنه انتصر في النهاية.
الفكرة من كتاب علم الخيال: كيف صاغ الفيزيائيون نظريات تسامي الخيال متعة وغرابة
هل تساءلت قبلًا “لماذا نضع النظريَّة تلو الأخرى؟”، وجه أَلْبِرْتْ آيْنِشْتَيْنْ هذا السؤال إلى نفسه في مقالٍ نُشر في مجلة Scientific American، وكانت إجابته: “إننا نستمتع بالفهم كما نستمتع بالموسيقى، وهذا الاستمتاع يُمكنُك مُلاحظته بشدةٍ في الأطفال”.
سنتعرف من خلال هذا الكتاب كيف قاد حُب بني الإنسان للفهم والسيطرة إلى الكشف عن خبايا الكون من خلال سرْدٍ تاريخيٍّ قصصيٍّ بسيطٍ.
مؤلف كتاب علم الخيال: كيف صاغ الفيزيائيون نظريات تسامي الخيال متعة وغرابة
محمد يحيى: كاتب وباحث مصري، وُلد عام 1992م بمدينة القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديَّة من كلية التجارة جامعة الزقازيق عام 2013م، كما حصل على دبلوم في النظم السياسيَّة والاقتصاديَّة، ودبلوم في الاستثمار والتمويل، ويعمل حاليًّا في مجال الاستشارات الماليَّة، ومن مؤلفاته:
ومضات.
أيام العرب: حكايات وتأريخ ومشاهد.
شقاق العرب: جماجم العرب والرسالة الأخيرة.