الشغف والعطف
الشغف والعطف
كثيرًا ما نستخدم في حياتنا مصطلح الشغف، وهو بمعناه العام رائع ومليء بالرومانسية، ولكنه بمعناه العميق أروع وأجمل! فهو الذي يمثِّل شعورك بالحماسة ويدفع بك إلى اتجاه الإنجازات، لأن هناك إثارة داخلية تعتريك وتجعلك تقوم بما يُشعرُك بالإشباع؛ إنه شعور جميل لدرجة أن تتبعه وتتصرَّف من منطلقه، فأنت حين تشعر بالشغف لا ترى أية مخاطر، بعكس الأعذار التي تحبطك وتخفض همَّتك نحو أي شيء وتجعل تركيزك يتجه إلى عقبات الطريق!
إن كان بداخلك شغف سوف تقهر هذه الأعذار ولن تلتفت إليها، وكلما تشبَّثت به ستصبح عادة لك، وما أجملها من عادة تتسم بالبهجة والسرور! وتذكَّر أن العطاء هو الخطوة الأولى لإيجاد شغفك، فربما من المهم أن تساعد الآخرين وتنظر إلى حاجاتهم لأن النظر إلى خدمة الآخرين يجعلك تشعر بذروة الشغف، ولكنك لستَ مجبرًا على مشاركة حماسك مع أي شخص سوف يحبطك ويثبِّط عزيمتك، فهذا الشعور تجربة خاصَّة، فحافظ عليه قدر الإمكان وغذِّه بداخلك.
وعندما يدعوك شغفك لمساعدة الآخرين، سوف تدرك معنى العطف الذي سيجعل حياتك خالية من الأعذار واللوم، لأنه قائم على شعورك بالمسؤولية تجاه الناس، فسوف يجعلك تسأل نفسك كيف يمكنني أن أخدم غيري؟ إنه من أهم الصفات الإنسانية التي من المهم أن تتعلَّمها وهو السبيل إلى الراحة والنجاح.
يجب ألا تستهين أبدًا بقدراتك على التغيير وأن تتجاوز منطقة الأعذار التي تُبقيك عالقًا، فلا ينبغي عليك أن تشتكي وتقدم التبريرات طوال الوقت لأن الشكوى والتبرير أقوى حليفين لتقديم الأعذار، فقط كن شغوفًا تجاه من يدخل حياتك وتعاطَف معه قدر الإمكان، واعلم أن لذاتك قيمةً كبيرة، وأنك تملك الطاقة الكافية التي تمكِّنك من بلوغ أهدافك، وحاول دائمًا أن تقضي على كسلك.
الفكرة من كتاب أوقف الأعذار!
هل تساءلنا ذات يوم إلى متى سنظل نتبع أعذارنا ونبرر لأنفسنا كلَّ شيء؟ هناك نقطة يصل إليها الإنسان ويكون لزامًا عليه أن يقف وقفة صراحة مع ذاته ويتخلَّص من كلِّ الأعذار التي تعوق تقدُّمه.
مؤلف كتاب أوقف الأعذار!
الدكتور واين داير: وُلِدَ عام 10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “مواطن الضعف لديك“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“، و”ما الذي تتمنَّاه لأطفالك فعلًا؟“.