الشركات والتسويق الأخضر
الشركات والتسويق الأخضر
تتعدد الآراء حول مفهوم التسويق الأخضر، فمنها من يرى فيه تعبيرًا عن مسؤولية الشركة الاجتماعية، وحماية للمستهلك، ومنها من يرى أنه بيع للمنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، إلا أن التسويق الأخضر يتضمن ما سبق وأكثر، إذ يُعد ثقافة اجتماعية وتوجهًا فلسفيًّا يهدف إلى التعامل مع الخدمات والمنتجات الصناعية والاستهلاكية بفكر جديد يتسق مع أنماط الحياة المعاصرة، ومن ثمَّ فإن التسويق الأخضر يتضمن إدخال تعديلات وتحسينات على المنتجات، وتغيير طريقة الإنتاج، وحتى طرائق وأساليب تعبئة المنتجات وتغليفها، وطريقة توزيعها بما يكفل الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث، إلى جانب تلبية حاجات المستهلكين ورغباتهم، وبناءً على ذلك، فإن ما يُميز التسويق الأخضر هو العمل على تحقيق توازن بين ثلاثة محاور رئيسة، وهي: تلبية حاجات الزبائن، والحفاظ على البيئة، وجني الأرباح، ومن ثم فإن وجود أي خلل أو سقوط لأي محور من هذه المحاور الثلاثة لا يعد تبنيًا لمفهوم التسويق الأخضر.
وفي ما يتعلَّق “بالمستهلك الأخضر” فقد اختلفت التعاريف حوله، لكنه يوصف بوجه عام بأنه الشخص المهتم بالبيئة، الملتزم بالقضايا المتعلقة بها، يُراعي عند الشراء أن تكون المنتجات التي يشتريها قابلة للتحلل في التربة أو قابلة لإعادة التدوير، أي إنه ذو اتجاهين، وليس ذا اتجاه واحد كما في النظام التقليدي، وعلاوة على ذلك فالمستهلك الأخضر على استعداد للتحول إلى استهلاك المنتج الأخضر الصديق للبيئة وإن كان سعره أعلى من نظيره التقليدي.
وتوجد عدَّة أسباب تدفع الشركات إلى تبنِّي التسويق الأخضر، أولًا: “المنافع البيئية” إذ يُسهم التسويق الأخضر في درء الأضرار السلبية التي لحقت بالمناخ جرَّاء استخدام الغاز والمنتجات النفطية كالوقود، والاستعاضة عنها بمنتجات أخرى صديقة للبيئة كمصادر الطاقة النظيفة، ثانيًا: “النمو الاقتصادي” إذ يعمل التسويق الأخضر في البلاد الصناعية على الحد من عمليات التصنيع والإنتاج الضارة بالبيئة، وألا يكون التقدم نظير تدمير البيئة، ثالثًا: “منافع المستهلك” إن تعامل المستهلك مع المنتجات الخضراء الصديقة للبيئة يعني حصوله على منافع مستقبلية، وهي العيش في بيئة نظيفة آمنة له ولعائلته، رابعًا: “المنافع الاستراتيجية” إذ إن الشركات ستتجه إلى الاستجابة لطلبات المستهلكين الخُضر ورغباتهم، ما دام هناك توجه أخضر من المستهلكين، كما أن العاملين في الشركات والمصانع سوف ترتفع روحهم المعنوية ويعتزون بأنفسهم، لأنهم يقدمون منتجات خالية من الأضرار السلبية، خامسًا: “منافع المُنتج الأخضر” وهي خلوّه من الآثار السلبية، إلى جانب أن له منافع اقتصادية للمستهلك، إذ يتمتع بالجودة العالية واعتمادها على مواد طبيعية لا تكون ضارة بالصحة.
الفكرة من كتاب قضايا معاصرة في التسويق
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا الخاصة بالتسويق، ويُبين أنه في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات يتعين على كل شركة أن تعمل على التفرُّد من خلال التسويق بالعلاقات بجعل علاقتها بالزبون لا تتوقف عند مرحلة الشراء، وأن على الشركة أيضًا أن تحقق ميزة تنافسية تجمع بين الإبداع والاستدامة، كما يوضح أنه بات من الهام أن تعتنق الشركات مفهوم التسويق الأخضر بإيجاد منتجات وسلع صديقة للبيئة يمكن إعادة استخدامها وتدويرها.
مؤلف كتاب قضايا معاصرة في التسويق
ثامر البكري: هو أستاذ دكتور حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بغداد، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وكذلك درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في فلسفة إدارة الأعمال، من كتبه:
إدارة التسويق.
استراتيجيات التسويق الأخضر.
تسويق الخدمات المالية.
تسويق الخدمات الصحية.
التسويق والمسؤولية الاجتماعية.
بحوث التسويق.. أسس وحالات.