الشركات الكبرى والسياسة الخارجية
الشركات الكبرى والسياسة الخارجية
من الأمور المسلَّمة لدى الرأسمالية عدم تدخل الدولة (القطاع العام) في النشاط الاقتصادي (القطاع الخاص)، وإذا اقتضت الضرورة ذلك ثار الرأسماليون بدعوى جنوح الدولة ناحية الاشتراكية مما يمثل في نظرهم تهديدًا لمبادئ الحرية والمنافسة! وعلى النقيض تمامًا نجد التهام القطاع الخاص للعام ولكن لا أحد يحرك ساكنًا، وكان من نتيجة ذلك أن حدث ما يشبه الزواج الكاثوليكي بين الرأسمالية والسياسة، إذ تبادل الساسة والمديرون التنفيذيون للشركات الكبرى أماكنهم باستمرار عبر الحكومات المختلفة بما يشبه لعبة الكراسي الموسيقية.
وكانت أبرز نتائج هذا التزاوج أن تعاظم نفوذ القطاع الخاص الذي يعد أهم الأطراف الفاعلة في تشكيل السياسة الخارجية، ومن هنا كانت صناعة السلاح أنشط القطاعات الاقتصادية، وتبعًا لذلك كان الخيار العسكري دائمًا ما يكون مطروحًا على طاولة السياسة الخارجية، وتم جر البلاد إلى حروب أنعشت القطاع الخاص المتمثل في شركات الأسلحة، أي تم توظيف القطاع العام المتمثل في السياسة الخارجية لخدمة القطاع الخاص والمتمثل في المصالح الخاصة بعدد من المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى.
الفكرة من كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
يلقي الكتاب الذي بين أيدينا الضوء على الأدوار الخفية التي تمارسها الشركات الكبرى في ميداني الاقتصاد والسياسة معًا، موضحًا أساليب الاحتيال التي يجري اتباعها في تشكيل الواقع الاقتصادي والسياسي، بل وحتى الاجتماعي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى جدلية العلاقة بين القطاعين العام والخاص في الاقتصاد الرأسمالي المعاصر.
مؤلف كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
جون كنث جالبريث: خبير اقتصاد كندي من أصل أمريكي، ولد في الـ15 من أكتوبر 1908 وتوفي في الـ29 من أبريل 2006، كان اقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، وأحد أبرز مؤيدي الليبرالية الأمريكية في القرن العشرين، حصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا للاقتصاد في جامعة هارفارد لعدة سنوات، وخدم في العديد من إدارات الرؤساء الأمريكيين، وكان سفير الولايات المتحدة لدى الهند، كما حصل على وسام الاستحقاق الكندي، وعلى وسام الحرية في عام 1946، ووسام الحرية الرئاسي في عام 2000، وذلك تقديرًا لخدماته في الاقتصاد.
كان جالبريث غزير الإنتاج؛ بما يزيد على أربعين كتابًا من ألف مقال في موضوعاتٍ مختلفةٍ، ومن بين أعماله المشهورة الثلاثية الشهيرة عن الاقتصاد المتمثلة في:
· الرأسمالية الأمريكية.
· مجتمع الوفرة.
· الدولة الصناعية الجديدة.