الشرق ملك لهم
الشرق ملك لهم
كانت النظرة الأمريكية إلى الشرق وما يحدث في إيران تتمحور حول المصالح، وأن ما حدث من ثورة هو فقدان ملكيتهم لإيران، فالشاه كان تابعًا لهم، ميسرًا لسياستهم هناك. ففي مقال لـ”جوزيف كرافت” بعنوان: “حان وقت استعراض القوة” الذي نشرته واشنطن بوست، تظهر أهمية الشاه لهم، فسقوطه سيمثل كارثة للمصالح القومية الأمريكية، فهو الذي يوفر النفط الذي تحتاج إليه أمريكا، والمحافظ على تبعية إيران لهم.
كما نرى كيف تحاول الأجهزة الإعلامية فرض طغيانها وقوتها في محاولة حجب الضعف الذي أصاب العسكريين، والإحباط الذي نالهم جراء الاحتجاز الذي قام به الطلاب في إيران، فهي تحاول بممارساتها تلك توسيع نطاق الحضور الأمريكي ووجوده، وانعكس ذلك على إنكارها الثورة الإيرانية، وظهور أمريكا بمظهر المالك، وما تحيا به من شن الحروب على إيران.
تغطية قاصرة لما يحدث في إيران، وتغاضٍ عما حدث في عصر الشاه من إعدام وعدم تقدير للإيرانيين، وتلاعب وقمع مشاهد لشعبه، وامتيازات يختص بها الأجنبي دون الإيراني، وما يظهر في أثناء الأزمة أن أمريكا نقية وإيران هي الظالمة، وأمريكا هي الخيرة التي تريد الخير للجميع.
تغطية سطحية للأزمة، تنقل موقفها فقط، دون وجود تحليل أو تغطية لما خلف السطح والتعقيد الحاصل خلال الأزمة، فلا نجد ذِكرًا لتاريخ الإيرانيين ومجتمعهم، بل نشرًا لأخبار مجردة تتفق مع السياسة الأمريكية، ونقلًا لمطالب تخص الإفراج عن الرهائن، دون اهتمام بالحقائق والدوافع التي عززت هذه الأزمة.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.