الشرق الأوسط وظاهرة الإرهاب
الشرق الأوسط وظاهرة الإرهاب
يمثِّل الشرق الأوسط تحديًا للقوة الأمريكية الناعمة حيث لم ينسجم مع التحديث العالمي الديمقراطي والاقتصادي الجديد، كما أنه موطن إرهابيي 11 سبتمبر، وأظهرت الاستطلاعات أنه يميل إلى معاداة أمريكا وبلغت النزعة المعادية للولايات المتحدة فى العالم الإسلامي مستويات مروِّعة، ما أثار لفت الانتباه والقلق خشية استخدام الجماعات الإسلامية المتطرفة الإرهاب.
وخلال الحرب الباردة كان هدفها في المنطقة هو رعاية استقرارها، وذلك بتولية الزعماء المستبدين لدول المنطقة، ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر عمدت إلى تحويل المنطقة والعراق، لذا فقد أطاحت بنظام صدام حسين باستخدام استراتيجية طويلة الأمد كنموذج أوروبا والإنفاق على الدبلوماسية في البلدان ذات الأغلبية الإسلامية، وستكون أبعادها الثلاثة هي الاستجابة السريعة للأحداث الجارية والتفاعل مع وسائل الإعلام المحلية، وتطوير بعض المواضيع الاستراتيجية بتوضيح أفضل للسياسة الأمريكية وتمييزها كدولة ديمقراطية، وتطوير استراتيجية طويلة الأمد للمبادلات التعليمية والثقافية على الرغم من أن محفِّزات القوة الناعمة موجودة كالتشارك في نفس القيم مثل الرغبة في الديمقراطية والعائلة ولكن البراعة في الاستخدام غير متاحة.
والإرهاب ظاهرة عرفت في القرن العشرين، وتصاعدت بشكل أكبر خلال أحداث سبتمبر 2001م بحيث يصعب معالجتها أو الحد منها في القرن الحالي، وذلك نتيجة تطورين هما: التكنولوجيا المعقَّدة والأنظمة الحديثة، وقد جعلت دمقرطة التكنولوجيا أدوات التدمير الشامل متاحة بشكل أسهل وأرخص، وإجراء الاتصالات العالمية المتعلِّقة بهذا التدمير أسهل كذلك، كما سهل الوصول إلى الفئة المحدَّدة المتلقِّية لخطابات الجماعات الإرهابية عن طريق شبكة الإنترنت.
كما برز التغير الأيديولوجي حيث التغير في حوافز الجماعات الإرهابية من جماعات غرضها تحقيق أهداف سياسية محدودة إلى أهداف تدميرية وحشية ليس هدفها الأكبر القتل، بل زرع قيمهم وثقافتهم التطرُّفية، أي أن التقدم التكنولوجي وضع في أيدي الجماعات الإرهابية أساليب تدميرية كانت محصورة في أيدي الجيش والحكومات، ثم جرت عملية خصخصة الإرهاب التي استخدمت من قبل قادة الدول مثل هتلر وستالين لقتل أعداد كبيرة من البشر بهدف تصعيد الإرهاب والتحول في السياسة العالمية، إضافةً إلى أن أمريكا ركَّزت على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل بعد أحداث 11 سبتمبر.
الفكرة من كتاب القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية
إن القوة الناعمة مصطلح صاغه جوزيف ناي لأول مرة في كتابه “ملزمون بالقيادة”، وهي متاحة للجميع وتستثمرها الدول بشكل يحقِّق لها أهدافها عن طريق الجاذبية والإقناع بدلًا من الإرغام والرشاوى، وهي الوجه الآخر للقوة الصلبة، ويدور هذا الكتاب حول مصادر القوة الناعمة الأمريكية وسلوك الولايات المتحدة في استخدامها، والمنافسين لها في الماضي والمستقبل، ولكنها تعتمد على البراعة والمهارة في سلوكها وليست العبرة بالدول الصغيرة أو الكبيرة.
مؤلف كتاب القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية
جوزيف ناي: (ولد في 19 يناير 1937) أمريكي وأستاذ العلوم السياسية، تولَّى عدة مناصب رسمية منها مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني.
ومن مؤلفاته: “مستقبل القوة”، و”فهم النزاع الدولي”، و”قوة القيادة”.