الشخص المعتل نفسيًّا وكيف يمكن تمييزه من غيره؟

الشخص المعتل نفسيًّا وكيف يمكن تمييزه من غيره؟
تصوِّر الروايات والأفلام المعتلين نفسيًّا على أنهم سفاحون يقتلون بدم بارد، أو معتدون جنسيًّا أو أشرار يتلاعبون بالناس، وقد أثبتت الدراسات صدق هذه الصورة، فالمصابون بالاعتلال النفسي من الذكور والإناث المجرمين يرتكبون عددًا لا يحصى من جميع الجرائم التى تميل إلى العنف أكثر مما يفعل المجرمون غير المصابين، كما أن عنفهم وعدوانيتهم في طبيعتهما يكونان بطريقة وحشية، وعادة ما يكون هذا العدوان والعنف طريقة لغاية ما، ويوصف هذا العنف بأنه جريمة عاطفية، إذ يُلازمها الشعور بالندم والذنب على ما يلحق الآخرين من ألم وأذى، وبناءً على ذلك، فإن أخطر شيء من وجهة نظر الأمن العام أن المجرم السيكوباتي معتاد على الإجرام بمعدل مرتفع عن المجرمين الآخرين، إذ تتمثل نسبة المعتلين نفسيًّا من نزلاء السجون 15%، 86% منهم يمكن وصفهم بأن لديهم اضطرابات شخصية عدوانية تجاه المجتمع، وبالرغم من أن نسبة انتشار الاعتلال النفسي في المجتمع قليلة جدًّا، فإنها تسبب ضررًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا وجسديًّا ونفسيًّا.

يخلط كثير من الناس بين السيكوباتي والمعتل اجتماعيًّا واضطراب شخصية المعادى للمجتمع، إذ يمثل “الاعتلال النفسي” اضطرابًا في الشخصية، والمعتلون نفسيًّا ليس لديهم ضمير، ولا يمتلكون قدرة على التعاطف أو الشعور بالذنب، بينما “الاعتلال الاجتماعي” هو حالة نفسية تُشير إلى أنماط من الطباع والسلوكيات التى تعد غير مناسبة للمجتمع، ويراها الكثيرون إجرامية، بينما يراها القليلون طبيعية أو ضرورية، والمصابون بالاعتلال الاجتماعي ربما يمتلكون ضميرًا يقظًا، أما “اضطراب شخصية معاداة المجتمع” يشبه إلى حد ما اضطراب الاعتلال الاجتماعي، ويُوصف بعض المصابين به بأنهم معتلون نفسيًّا، وهو أكثر انتشارًا من الاعتلال النفسي في السجون.
وفي العموم من الصعب رؤية المعتلين نفسيًّا على حقيقتهم لعدة أسباب، أولًا: أنهم يمتلكون مهارة قراءة الناس وتحديد قدراتهم. ثانيًا: يتمتع كثير منهم بمهارات تواصل شفهية. ثالثًا: يمتلكون مهارة كبيرة في تغيير شخصياتهم وارتداء الأقنعة، وقليل من الناس من يشك في أنه يتعامل مع شخص سيكوباتي، لأنه مفترس بشري خفي إلى درجة أقرب إلى الكمال، يستخدم أساليب للتلاعب والتأثير في الآخرين لكي يحبوه!
وهناك اضطرابان لهما علاقة بالاعتلال النفسي، أولًا: اضطراب الشخصية النرجسية: فالشخص المصاب به يظهر نمطًا سائدًا من جنون العظمة في خياله، ويحتاج إلى الإعجاب والشعور بالاستحقاق، ومن ثم فإن شعوره بالافتقار إلى التعاطف يجعله يتحول إلى شخصية معادية للمجتمع. ثانيًا: اضطراب الشخصية الهستيرية: فالشخص المصاب به يحتاج إلى الاستحسان، ويميل إلى التعبير عن نفسه بطريقة درامية، وفي بعض الأحيان يرتدي ملابس ويتصرف بطريقة غير لائقة من أجل لفت الانتباه.
الفكرة من كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
يوجد عديد من الأشخاص في عالم الأعمال تسيطر عليهم متعة السلطة على الجانب الأخلاقي، ومن بين هؤلاء الأشخاص توجد فئة أكثر تدميرًا للشركات والمؤسسات بسبب سلوكياتها وتصرفاتها المدفوعة بالجشع والأنانية، مصابة بالاعتلال النفسي “السيكوباتية“، ما يجعلهم يسببون أذى كبيرًا في مجال العلاقات المهنية، ويركز الكتاب على هذه الفئة ويستعرض سماتها ودوافعها وطرق التعامل مع ما تسببه من أذى.
مؤلف كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
باول بابيلك: عالم نفس صناعي وتنظيمي أمريكي.
روبرت هير: أستاذ علم النفس الفخري في جامعة كولومبيا البريطانية، كرس حياته لدراسة الاعتلال النفسي وطبيعته، له أكثر من مئة مقالة علمية عن السيكوباتية. من مؤلفاته:
Without Conscience
معلومات عن المترجم:
عمر فايد: مترجم مصري، عمل في مهنة الترجمة الحرة لأكثر من 9 سنوات. من ترجماته:
رغد العيش.
مت فارغًا.
خرافة النباتية.
اغتصاب العقل.
التعافي من اعتداء مستتر.