الشخصية وعملية التأثير
الشخصية وعملية التأثير
تأتي كلمة الشخصية من أصل لاتيني “Persona”، وتعني القناع الذي يلبسه الممثل ليناسب الدور الذي يؤديه، وعلميًّا يقصد بها “البنية المتكاملة لكل الخصائص الجسدية والوجدانية والفكرية والنفسية كما تظهر للآخرين على وجه الخصوص”، ونجد أن التعريف اللاتيني قريب جدًّا للواقع؛ فكلٌّ منا يؤدي دورًا مختلفًا في الحياة، ولكل دور سمات معينة خاصة تبرز الشخصية بما يتطلبه ذلك الدور، فالشخصية التي تؤدي دور الأم مثلًا بالطبع ليست كالشخصية التي تؤدي دور الابنة وهكذا، وتبدأ عملية تطوير الشخصية وتنميتها منذ لحظة الولادة، ولا تتوقف عند حد معين، فهي عملية مستمرة.
وهناك خطوات عدة تساعدك على إبراز شخصيتك بصورة إيجابية، وهي: لا بدَّ أن تكون مفعمًا بالحياة، وذا همة ونشاط وصاحب عزيمة قوية، وأن تكون متحمسًا ولديك انفعال وشعور قوي تجاه قضية ما أو عمل معين، مما يلهمك طاقة واستمتاعًا في أثناء أداء ذلك العمل، بل وينعكس على من حولك فالحماس مُعدٍ كما يُقال، أيضًا لا بدَّ أن يكون مظهرك جيدًا، فكلما كانت الملابس أنيقة، أعطت شعورًا وإحساسًا داخليًّا بالذكاء، وأوصلت رسالة إيجابية تجاه الشخصية، لا تنسَ الابتسامة، فهي ترسل رسالة مضمنة بمشاعر الود والاهتمام، أيضًا يجلب التوازن والهدوء والحفاظ على رباطة الجأش القبول والاحترام من قِبَل الآخر للشخصية التي تتسم بذلك، كما أنه يُسعفها في مواجهة المصائب والمحن، وفي أثناء التواصل مع الآخر فإن الكلمات وحدها لا تكفي لإيصال المعنى، فيجب أن يُعزز ذلك بالتواصل الجسدي ومن أهم ذلك التواصل بالنظر إلى العينين.
أما عن عملية التأثير فكل فرد منَّا يختلف عن الآخر، لكننا نتشارك بأننا جميعًا وُلدنا برغبة للاكتشاف والفضول وتعلم الجديد، وما يميز أي إنسان عن غيره هو ما يحدث بعد تلك السنوات الأولى من الولادة، حيث تبدأ المجتمعات المختلفة كمجتمع الأسرة والمدرسة وجيران الحي بالتأثير في تلك الشخصية، ومن أهم تلك المجتمعات مجتمع الأسرة الذي تنشأ فيه الشخصية، وتكتشف الحياة من خلاله، فالشخصيات تتغير وتتأثر بالمتابعة والمعايشة وليس بالمحاولات المقصودة لتوليد استجابة من الشخصية، وتُخضع تلك التأثيرات الأسرية الأفراد إما لتهيئة إيجابية وإما لتهيئة سلبية، وتكتسب عملية التأثير أو كما تسمى “التهيئة” نوعًا من القداسة مع مرور الوقت، وعن طريق التعوُّد على مجموعة من الطرق التي صنعت تلك التهيئة يصعب مع الوقت تغييرها، ويجعل كل شيء آخر أو طريقة أخرى مخالفة لها هي طريقةً مرفوضة، وقد يصل الأمر إلى إدانتها أيضًا في بعض الأحيان، لكن ليست كل طرق التأثير أو التهيئة سلبيةً، بل قد تتمكن الشخصيات الناجحة من التغلب على التهيئة السيئة التي تلقتها في أثناء تنشئتها.
الفكرة من كتاب كيف تبني شخصية قوية وإيجابية
تبدأ عملية تطوير الشخصية وتنميتها منذ لحظة الولادة، ولا تتوقف عند حد معين، فهي عملية مستمرة تتنامى تدريجيًّا وفقًا للاحتياجات والتغيرات التي يمر بها الفرد والمجتمع.
في هذا الكتاب يتحدث فينكاتا أيار عن الشخصية والأشياء التي تؤثر فيها، وما تتعرض له من فرص واختيارات، وكيف يستفيد الإنسان من ذلك في سبيل تحقيق أهدافه وسعيه نحو النجاح.
مؤلف كتاب كيف تبني شخصية قوية وإيجابية
فينكاتا أيار Venkata Iyer: كاتب وخبير معتمد في إدارة المشاريع. عمل مديرًا في IBM بمدينة مومباي بالهند لأحد المشروعات.
وفي 2003؛ أي بعد 17 عامًا في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات، استقال ليعيش في مزرعته العضوية بقريته.
له كثير من المؤلفات والكتب منها:
One Step at a Time
Moong over Microchips
Freedom of Information : An Asian Survey