السُّل والسرطان مقدمة تاريخية
السُّل والسرطان مقدمة تاريخية
السُّل والسرطان هما المرضان الأكثر استعمالًا في الاستعارات والأوصاف البلاغية، إذ كان السُّل سابقًا هو الحكم بالموت الذي يحمل أوصافه الخاصة، والآن ينطبق هذا على السرطان، وعلى الرغم من تقدم الطب الذي يفترض قدرته على شفاء كل الأمراض، لا يزال السرطان لغزًا يختبئ خلف ستار التكهنات، ونلاحظ أن الأمراض التي تعود إلى عديد من الأسباب والتي يعد بعضها لغزًا كالسرطان، هي تلك التي تسيطر على الاستعارات والتعبيرات البلاغية والأدبية وتُعد خطأً أخلاقيًّا.
إذًا ما السُّل؟ حسب قاموس أوكسفورد، هو كل ما يُقَرِّح ويَحُتّ ويسبب الهزال البطيء، ومع فهمنا الحديث للسرطان أصبحنا نعلم أنه أيضًا مسبب للهزال وتآكل بعض أجزاء الجسم، وكلمة سرطان مشتقة من أصل لاتيني لكلمة تعني “السلطعون” للدلالة على زحف المرض خلال الجسم، لهذا فلطالما تداخلت الاستعارات البلاغية المستعملة لكليهما، لم يكن ممكنًا فصل السُّل عن السرطان حتى عام ١٨٨٢ مع تقدم علم الأمراض الخلوي، وتمييز السرطان كنشاط خلوي، والسُّل كنوع من البكتيريا.
الفكرة من كتاب المرض كاستعارة
الاستعارة -اصطلاحًا- هي رفع المعنى من شيء وتحويله إلى آخر، تساعدنا الاستعارات على التحليل والتفسير أحيانًا، وقد تكون سببًا للتضليل وسوء الفهم أحيانًا أخرى، تحاول الكاتبة تجريد الاستعارات المتعلقة بالأمراض المختلفة من معانيها، وذلك من خلال تحليل ونقد الاستعارات المصاحبة للأمراض الشائعة التي اكتست بعديد من الصفات والصور واستُخدِمت في الأدب والسياسة وحتى اللغة اليومية.
فقد كتبت “المرض كاستعارة” على إثر إصابتها بالسرطان، إذ شعرت الكاتبة بالغضب من تلك الاستعارات حين عرفتها بعد إصابتها بالمرض، فقررت التضامن مع كل المرضى وتحريرهم من العبء النفسي والاجتماعي المصاحب للأمراض.
فما هذه الأمراض؟ كيف تُصوَّر الأمراض المختلفة في الأدب والروايات؟ وكيف تتغير النظرة إلى المرض مع تغير العصر؟ وهل تعد الأمراض الجنسية عقابًا؟ وكيف تستغل الأيديولوجيات السياسية المختلفة الأمراض لصالحها؟ وأخيرًا هل تعزل الأمراض الفرد عن المجتمع؟
مؤلف كتاب المرض كاستعارة
سوزان سونتاج: ناقدة وروائية ومخرجة وسيناريست ومؤرخة أمريكية الجنسية، حاصلة على ماجستير في الآداب من جامعة هارفارد، كما أنها عضوة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، ولدت عام ١٩٣٣ في السادس عشر من يناير، وتوفيت عام ٢٠٠٤ بعد الإصابة بسرطان الدم للمرة الثالثة، لها عديد من المواقف الإنسانية كناشطة لحقوق الإنسان، ويذكر لها سفرها إلى مدينة سراييفو للتضامن مع المدينة في أثناء حصارها عام 1989 ومُنِحَت لقب مواطنة شرفية، كما حصدت عديدًا من الجوائز كجائزة السلام الألمانية للكتب وجائزة الكتاب الوطني، كما مُنِحَت وسام الفنون والآداب الفرنسي.
من مؤلفاتها:
الالتفات إلى ألم الآخرين.
أبعاد الصورة.
ضد التأويل ومقالات أخرى.
حول الفوتوغراف.
معلومات عن المترجم:
حسين الشوفي: مترجم له عديد من الأعمال، منها:
استخلاص وقصص أخرى.
الكتب في حياتي لكولن ولسون.