السيطرة على جدة
السيطرة على جدة
بعد إعلان الشريف علي بن الحسين ملكًا على الحجاز، كان الملك عبد العزيز قد أمر من موقعه في الرياض بفتح الطريق إلى البحر بعد إغلاقه من جهة جدة، ووجدت القوات التي ذهبت لتلك المهمة مقاومة من قِبَل أشراف الحجاز، ولكن رجال الملك عبد العزيز تمكنوا من هزيمتهم وبسط نفوذهم على تلك الثغور ومنها “القنفدة” و”رابغ”، وفي تلك الأثناء شكا أهل مكة من التضييق وغلاء الأسعار ومنع الأرزاق الذي تمارسه الحكومة في جدة عليهم بهدف إضعاف قوة آل سعود في مكة، فأرسلوا إلى الملك عبد العزيز ليوصل شكواهم إلى “الشريف علي” فرد الملك بأن الشريف عليًّا سيظن الشكوى مكيدة من آل سعود ولن يصدق أنها شكاية أهل مكة أنفسهم، بعد ذلك وصلت أنباء إلى الشريف علي بأن الملك عبد العزيز حرك قواته باتجاه طريق مكة – جدة وأقيمت المعسكرات، فأخذ الشريف حذره وحصن جدة من جهات البر بما أوتي من قوة، وبدأت المعارك بقدوم رجال الملك عبد العزيز إلى حدود جدة وشرعوا في تحرير البلدات واحدة تلو الأخرى.
واستمرت قوات الملك في الوقت نفسه بمحاصرة جدة لتجنب القتال مع أهلها قدر المستطاع، وفي تلك الأيام تدهورت أحوال الناس في جدة وأصابتهم المجاعة، وكان رجال الملك عبد العزيز ينتظرون أوامر الملك بمواجهة مباشرة مع الشريف علي، الذي كان بدوره قد يئس من مساندة الإنجليز له وأدرك أنه في وضع لا يسمح له بمزيد من المقاومة، خصوصًا بعد تراجع عبد الله بن الحسين عن مساندته من الأردن وكذلك فيصل بن الحسين من العراق، ولهذا فقد قرر أخيرًا التسليم لينجو بنفسه قبل فوات الأوان، فزار منزل المعتمد البريطاني ليعلمه برغبته في التسليم فأرسل الطلب إلى الملك عبد العزيز فقبل الطلب، وركب إلى جدة للاتفاق على شروط التسليم الملائمة التي تضمنت تنازل الشريف علي عن السلطة ومغادرته وأهله أرض الحجاز تحت حماية الملك عبد العزيز. وأعلن بذلك الملك عبد العزيز ملكًا على الحجاز.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.