السيطرة العالمية

السيطرة العالمية
طمحت الولايات المتحدة إلى الهيمنة على العالم، وتطلب منها ذلك انتهاج استراتيجية تحالفات، وإجادة المناورة السياسية بما يحقق تفرقة صفوف المنافسين المحتملين، وتأمين ولاء بعضهم من أجل جعل ميزان القوة يعمل بفاعلية أكبر ضد الآخرين، وتكييف الاستراتيجية العسكرية للهيمنة العالمية بما يتلاءم مع أقوى تحالف عسكري معادٍ محتمل، وقد عملت الولايات المتحدة على توطيد العلاقات مع ألمانيا واليابان لتثبيط البلدان المتقدمة صناعيًّا عن منافستها، ولترسيخ جناحي الأمن القومي الأمريكي، اللذين يلتقيان بروسيا من طرف وبالصين في الطرف الآخر
وهما العدوان المعلنان للهيمنة الأمريكية، لأنهما يملكان إمكانية أن يكونا منافسين، فمكانتهما المادية تجعلهما في موضع المقارنة مع الولايات المتحدة، ولا يُمكن توقع سلوكهما على المدى المتوسط أو البعيد، لذا حرصت الولايات المتحدة على سياسة الردع والإقناع، إذ كانت تُقنِع الدولتين باستخدام سياسة الدولار، لتقديم المعونة الغربية بسرعة كبيرة، وتردعهما عن تسوية المنازعات بالقوة، عبر الإبقاء على قدرة عسكرية للولايات المتحدة تُثنيهما عن استثمار الموارد اللازمة التي تجعلهما خصمَيْن في المستقبل.
لذا انتاب روسيا والصين ارتياب متزايد إزاء نيات الولايات المتحدة، وازداد الوضع سوءًا عندما مس التحالف الأمريكي _ الياباني جزيرة تايوان، مما عكر صفو العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، كما أدى عجز الولايات المتحدة عن الوفاء بتنفيذ خطة مارشال Marshall لصالح روسيا، وعزوف ألمانيا واليابان عن الاستثمار الضخم في روسيا، وخشية الثلاث دول من استعادة روسيا لقوتها، إلى تبديد أوهام روسيا بشأن المعونة الغربية، وقوبلت عروض التحالف التي عرضها الرئيس الروسي السابق بُورِيس يَلتْسِن Bores Yeltsin للولايات المتحدة وألمانيا واليابان بتعالٍ، لذا سعت روسيا إلى استغلال قوتها، المتمثلة في مجمعها العسكري _ الصناعي ومصادر الطاقة التي تمتلكها في الداخل.
الفكرة من كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
شهد العالم حربًا باردة بين موسكو وواشنطن طوال فترة امتدت من أعقاب الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدا ظاهريًّا أن الحرب الباردة انتهت، لكن ما يشهده العالم من أحداث، يدل على أنه أعيد إطلاقها بصيغة جديدة، وهذا الكتاب يسرد تسلسل الأحداث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ليوضح كيف وصل العالم إلى ما هو عليه الآن.
مؤلف كتاب الحرب الباردة الجديدة: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين من كوسوفو إلى أوكرانيا
جلبير الأشقر: باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، وُلِد في نوفمبر عام 1951م بالسنغال، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1991م من جامعة باريس، ونُشِرَت له عِدَّة مؤلفات، منها:
صدام الهمجيات: الإرهاب، الإرهاب المقابل والفوضى العالمية قبل ١١ أيلول وبعده.
الشرق الملتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي.
انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراضٌ مَرَضية.
معلومات عن المترجمَيْن:
عُمر الشافعي: مترجم مصري، وباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، ترجم عدة مؤلفات، منها:
الشعب يريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية.
قاموس الحركات الاجتماعية.
عُمر فتحي: مترجم مصري، مهتم بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ترجم عدة مؤلفات، منها:
محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري.
دستور الحرية.





