السيطرةُ على العقلِ العامِ بواسِطةِ العَلاقاتِ العامة
السيطرةُ على العقلِ العامِ بواسِطةِ العَلاقاتِ العامة
يُقدِّم “نُعوم تشومسكي” رؤيةً نقديّةً للدورِ السياسيِ للإعلام -خاصةً الإعلامِ الأمريكي- في التحكمِ بالرأيِ العام، ويوضّحُ الدورَ الكبيرَ، الذي تلعَبُهُ شركاتُ العَلاقَات العامة في تبريرِ المغامراتِ الخارجيةِ والحروبِ، عن طريقِ تهويلِ الأخطار، وبناءِ تصوراتٍ متحيزةٍ عن كثيرٍ من القضايا، والشؤونِ العامةِ ، التي تَهُمُّ الفردَ في مجالِ السياساتِ الداخليةِ والخارجيةِ للبلاد.
أشارَ الكاتبُ إلى أنَّ ترويضَ الرأيِ العامِ، مسألةٌ ضروريةٌ من أجلِ المصادقةِ على قراراتِ السياسةِ الخارجية، وأنَّ الدِعايا من أهم الوسائلِ الممكنةِ لبلوغِ هذا الهدف؛ وأن الولاياتِ المتحدةَ تُعدُّ رائدةَ صناعةِ العلاقات العامة؛ لأنها التزمت بمبدأِ السيطرةِ على العقلِ العام.
كما يشيرُ إلى تجرِبةِ الرئيسِ الأمريكيِ “وودرو ويلسون”، الذي عَنوَنَ برنامَجه الانتخابي “سلامٌ دونِ نصر”، وكيف استطاعَ تغييرَ الرأيِ العامِ الأمريكي من مناهضةِ الحرب ضدَ ألمانيا، إلى الاستعدادِ الكاملِ لدخولِ الحرب، وذلك بمساعدةِ الإعلامِ والبعضِ من نخبةِ لجنة كرِيل Creel ، حيث حوَّلوا المواطنينَ من أشخاصٍ مسالمينَ، إلى أشخاصٍ مهووسينَ ومتعطشين للحرب.
الفكرة من كتاب السيطرةُ على الإعلام
يتناولُ الكتابُ دورَ الإعلامِ في السيطرةِ على الشعوب عن طريقِ صناعةِ الأخطار، وكيف تجعلُ البروباجندا العامةَ من الناس، تنساقُ وراءَ إملاءاتِ السلطةِ الحاكمة؛ لتتحولَ هذه الشعوبُ -مع الوقتِ- إلى دُمىً ساكنةٍ تكتفي بالمشاهدةِ فقط، لا تتفاعلُ مع ما يحدث حولها.
كما يستعرضُ الكاتبُ أيضًا، كيف يستطيعُ الإعلامُ القادرُ تغييرَ الأنظمةِ وإشعالَ الحروبِ، عن طريقِ الترويجِ لأخبارٍ كاذبةٍ لا أساسَ لها من الصحةِ؛ ليُشكِّلَ بها ما يشبهُ الصدمةَ الكبرى، التي تجعلُ المتلقي على استعدادٍ كاملٍ، لتصديقِ أيِّ شيءٍ يُعرضُ عليه.
مؤلف كتاب السيطرةُ على الإعلام
أفرام نعوم تشومسكي؛ أستاذُ لسانياتٍ وفيلسوفٌ أمريكي، وعالمٌ إدراكيٌ وعالمٌ بالمنطق، ومؤرخٌ وناقدٌ وناشطٌ سياسي.
ولد في السابعِ من ديسمبر 1928م ، في فيلادلفيا، بِنسِلفانيا، ويُعد من أبرزِ الفلاسفةِ والمثقفينَ في العصرِ الحديث، وهو أحدً مؤسسي مجالِ العلومِ المعرفية.
كتبَ “تشومسكي” عن الحروبِ والسياسةِ ووسائلِ الإعلام، وهو مؤلفٌ لأكثرِ من 100 كتاب، ولقبَ بـ”أبِ اللغوياتِ الحديثة”، يمكنُ وصفُ سياسةِ كتاباتِه الخاصةِ على نحوٍ واسعٍ أنها فوضويةٌ واشتراكيةٌ تحررية.