السياسة الترامبية
السياسة الترامبية
بعد تنصيبه رئيسًا لأمريكا، ابتكر ترامب أسلوبًا جديدًا في الحكم، تمثل في الاستعاضة عن افتقاده للجاذبية والفطنة والرقي بالخطب العاطفية والأحاديث العفوية، فكثيرًا ما كان يخرج عن النص ويرتجل تصريحاتٍ غريبة، وتمتلئ خطاباته بعباراتٍ يسودها التبجُّح والغضب وعدم الترابط .
ثم تطور الأمر إلى إطلاق ادعاءاتٍ كاذبة وتصريحاتٍ مُبالَغ فيها، فاستغلت الوسائل الإعلامية هذا الأمر، وسلطت الضوء على أخطائه الفادحة واستمرت في السخرية منه وانتقاده، فعمق ذلك إحساسه بالاضطهاد خصوصًا بعد معاملة “أوباما” له بأسلوبٍ متغطرس في اللقاء الاحتفالي لأداء اليمين الدستورية، فظهر بوجهٍ متهجم في حفل التنصيب وألقى خطابه الرئاسي الأول بأسلوبٍ محبط وعدواني.
ومنذ الأسبوع الأول من حكمه، اعتمدت استراتيجيته على الفوضى والسيطرة بدلًا من التفاوض، فهاجم وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ومجلس الأمن القومي، واتهمهم بالكذب والتلفيق، كما فعلوا في قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، وغيرها من الإخفاقات التي حدثت في أفغانستان وسوريا وليبيا في أثناء حكم أوباما، وأخيرًا استغلال التسريبات الروسية في اتهامه بالتجسس لصالح الروس، وقد أدت تلك الخلافات إلى معاداة الليبراليين واليساريين والمجتمع الاستخباراتي له، ثم تأزَّم الأمر عندما أصدر مجموعة من الأوامر التنفيذية والمراسيم الرئاسية، اختصت بملف الهجرة الذي شكل هاجسًا للسياسة الترامبية، فقرر تعديل قانون الهجرة الأمريكية، وفرض حظر سفر فوريًّا على المهاجرين، مما تسبب في إثارة موجة من الرعب والغضب والارتباك في جميع أنحاء أمريكا.
الفكرة من كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
عندما ترشح “دونالد ترامب” لرئاسة أمريكا، لم يتخيل أي شخصٍ أن بإمكانه الانتصار في ذلك السباق الرئاسي، لكن على غير المتوقع، وفي ٢٠ يناير ٢٠١٧، استطاع ترامب الفوز بلقب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه زمام السلطة، عاشت أمريكا عاصفةً سياسية لا تقل غرابةً عن فضيحة ووترجيت.
فبجانب شهرة تْرَامْب بسلوكه السيئ والمتعسف، وعدم امتلاكه أي مبادئ أو قناعاتٍ سياسية، لم تخلُ فترة حكمه من الفوضى السياسية والقرارات الخاطئة والتصرفات الشائنة، بالإضافة إلى الفضائح والمعلومات المسرَّبة التي تدينه وأسرته وكبار موظفيه.
وهذا الكتاب هو حصيلة عدة مقابلات وحوارات أجراها الكاتب مع الرئيس وكبار الموظفين وغيرهم، داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض، وقد سعى من خلاله إلى تسليط الضوء على طبيعة الحياة الفريدة داخل البيت الأبيض، ودور آل ترامب في تسيير أمور الحكم، كذلك يروي الأحداث والصراعات والمواقف العصيبة التي وقعت خلال ١٨ شهرًا منذ تولى “دونالد ترامب” رئاسة أمريكا، ويذكر أبرز الشخصيات التي انضمت للطاقم الرئاسي وتحملت أعباء العمل مع ترامب.
مؤلف كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
مايكل وولف: مؤلف وصحفي أمريكي، حاصل على جوائز تقديرية في الصحافة، عمل محررًا في مجلة “أدويك”، وحاليًّا ينشر مقالاته في عدة صحف أبرزها صحيفة “يو. إس. إيه. توداي الأمريكية”، “هوليوود ريبورتر الأمريكية”، والنسخة البريطانية من مجلة “جي كيو”، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس موقع “نيوز” الإخباري، له عدة مؤلفات منها:
الحصار: ترامب تحت القصف.
The Man Who Owns the News: Inside the Secret World of “Rupert Murdoch”
Landslide: The final days of the Trump Presidency