السياسات الأمريكية المُتبعة للسيطرة على منابع الطاقة في الشرق الأوسط
السياسات الأمريكية المُتبعة للسيطرة على منابع الطاقة في الشرق الأوسط
يحتل النفط موقعًا مهمًّا على خريطة المصالح الاقتصادية للقوى الكبرى في العالم، ولطالما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بحصة في نفط الشرق الأوسط، ووضعت خططًا للسيطرة عليه، إلى أن أصبحت بين عامي 1930 و1970م، مصدرًا أساسيًّا للنفط ومنافسًا للمملكة العربية السعودية في إنتاجه، وذلك عن طريق اتباعها سياسة الباب المفتوح، التي شملت تدابير اتخذتها الولايات المتحدة للوصول إلى حصة من نفط منطقة الخليج العربي بمنع ما لديهم عن الآخرين، وما ليس لديهم يُطالب به من خلال فتح الباب بالقوة في ظل المنافسة الحرة.
إن السياسات الأمريكية ترتكز على مصلحتها المادية بغض النظر عن أي أخلاقيات، وتستطيع دعم الديكتاتور المُحافظ على مصالحها وإن كان سفاحًا، وهي على أتم الاستعداد لاستخدام قوتها العسكرية في حال تعرضت مصالحها الشرق أوسطية للتهديد، إذ ساند جورج بوش حليفه صدام حسين ودعمه عندما قتل الأكراد بالغاز، واعتقل الخارجين عن حكمه، ولكن عندما خالف صدام الأوامر الأمريكية في أغسطس 1990م وأراد احتلال الكويت، حمت الولايات المتحدة مصالحها النفطية، وأمرت بإعداد كل ما يلزم لمنع اقتحام الكويت، وبعد انتهاء الحرب مباشرة نشبت ثورة في مناطق الشيعة بالعراق، تهدف إلى قلب نظام حكم صدام، وأظهرته أمريكا للعالم حاكمًا وحشيًّا قاتلًا، على الرغم من تلقيه دعمًا من جانب تركيا وإسرائيل.
وفي عام 1956م منعت الولايات المتحدة الهجوم على مصر من قبل حلفائها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، على الرغم من عدم امتلاك مصر ثروة نفطية، ولكنه كان هجومًا يتعارض مع توقيت المصالح الأمريكية الأخرى، ومن ثم أُرغمت تلك الدول على الانسحاب فورًا، وسيطرت أمريكا على النفط في الشرق الأوسط وخصوصًا في منطقة الخليج العربي، فشكلت حكومات عربية تساعدها على الوصول إلى مصالحها وتضمن لها الثراء الفاحش السريع.
الفكرة من كتاب أوهام الشرق الأوسط
لطالما كان الشرق الأوسط مطمعًا للقوى الخارجية لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، ساهمت الحروب والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط في إفقاره وتهميشه، إذ توجد حرب واسعة تُشن ضده، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، وأينما تذهب عيناك في هذا الجزء من العالم ترى قمعًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان، ومن ثم تصبح قضية سلام الشرق الأوسط تحمل تأويلات وأبعادًا عديدة.
وفي هذا الكتاب يوضح تشومسكي ما أحدثته الحكومات الأمريكية بالشعوب العربية من حروب وانقلابات، ويدعو الشعب الأمريكي إلى اتخاذ موقف تجاه تلك السياسات الظالمة، ويدعو العرب إلى تحسين تصوراتهم عما يحدث في المنطقة، وألا ينخدعوا بالصور الكاذبة والوعود الزائفة.
مؤلف كتاب أوهام الشرق الأوسط
نعوم تشومسكي: فيلسوف أمريكي، ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، ولد في السابع من ديسمبر عام 1928م في فيلادلفيا، ويُعد من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مجال العلوم المعرفية، وعلى الرغم من كونه أمريكي الجنسية، فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية ولإسرائيل، وداعم للحقوق الفلسطينية. وألف أكثر من مئة كتاب، من أشهرها:
الهيمنة أم البقاء: السعي الأمريكي للسيطرة على العالم.
الدول الفاشلة: إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية.
الربح فوق الشعب: الليبرالية الجديدة والنظام العولمي.