السوق الجديد
السوق الجديد
قديمًا اعتمدت الشركات على قوة إعلاناتها وتوسيع دائرة انتشارها وجاذبية علاماتها التجارية، وكان مصدر ثقة العملاء بالمنتجات هو تلك الإعلانات، وذلك ما يُعبَّر عنه بالعمودية والحصرية والفردية في السوق، أما اليوم فقد تغيَّرت الأوضاع مع التحولات التكنولوجية الهائلة، إذ حلَّت القوى الأفقية الشاملة والدوائر الاجتماعية محل العمودية والحصرية والفردية، فلم يعد العملاء بحاجة إلى انتظار الشركات الكبرى أن تفتح أبوابها في مجتمعاتهم بعد أن عُرِفت ظاهرة استنساخ رواد أعمال الدول النامية لشركات الدول المتقدمة، كما استلهمت (غراب Grap) الماليزية، على سبيل المثال، فكرتها من أوبر (Uber).
من الجيِّد ألَّا تتحدَّد مساحة التنافس تبعًا لحجم وبلد الشركات بعد الآن، إذ أتاح الاتجاه الجديد في السوق للشركات الناشئة فرص المنافسة مع الشركات الكبرى بلا قيود، ولكن ذلك التغيير يشكِّل تحديات ضخمة في المنافسة لكلٍّ من الشركات الكبرى والناشئة على حد سواء، وبعد أن صار السوق يقدِّم الأفكار وتعمل الشركات على تحقيقها بهدف الربح أُلغي مفهوم الابتكار العمودي وأصبح أفقيًّا يُستمد من عملاء السوق أنفسهم، كما أضحت ثقة الزبائن فيما يسميه الكتاب (العامل أ) من أسرة وأصدقاء ومعارف ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي أكثر من غيرهم لحماية أنفسهم من الغش التجاري؛ مما يُحتِّم على الشركات شيئين: تقديم الصورة الأصلية عن نفسها دون تزييف لنيل ثقة العملاء، ومعاملتهم كأصدقاء للعلامة التجارية.
وقد أحدثت القفزة في مجال الاتصالات تغييرات نوعية في عالم السوق لا يمكن إنكارها، فقد اتجهت “نتفليكس” إلى شبكات التلفاز والأقمار الصناعية بدلًا من متاجر أشرطة الفيديو، وعلى الرغم من ذلك سيظل البعض يرى الاتصال من منظور تكنولوجي فقط ولا يتجاوز التطبيق كونه تطبيقًا للتسويق فحسب، وثمة صورة أخرى للاتصال أوسع أفقًا، فالاتصال يغيِّر من سلوك الزبائن، ويعد من أكبر عوامل اتخاذ قرارات الشراء اليوم سواء عن طريق مواقع التقييم الجماعي أو بالبحث في (جوجل)، ويرى المؤلفون أن هذه الطفرة الكبرى في الاتصالات وإن كانت مهمة للغاية في التسويق فإنها لا تُلغي التسويق التقليدي على الإطلاق بل تُدمَج معه دمجًا.
الفكرة من كتاب التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي
لأول وهلة قد يظن القارئ أن التسويق 4.0 هو الاكتفاء بعنصر التكنولوجيا بديلًا عن الإنسان في عالم السوق، ولكن ذلك ليس صحيحًا، فقد كان التسويق 1.0 مرتكزًا بشكل أساسي على المنتج، ثم جاء التسويق 2.0 ليتحوَّل عن المنتج إلى الزبائن، وبعد ذلك كان التسويق 3.0 الذي ارتكز على الإنسان بدلًا من الزبون فكان ذلك تحولًا مهَّد الطريق إلى التسويق 4.0 الذي يطرحه الكتاب، فما تلك الفرضية التي يقوم عليها التسويق 4.0؟ وكيف يمكن للمسوِّقين تطبيقه؟ وبأي أدوات يُقاس مدى نجاح عملية التسويق؟ هذا ما يعرفنا عليه هذا الكتاب.
مؤلف كتاب التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي
فيليب كوتلر Philip Kotler: عرَّاب التسويق الحديث، وبروفيسور التسويق الدولي في جامعة (نورث ويسترن)، صُنِّف واحدًا من المفكرين الستة الأكثر تأثيرًا في مجال الأعمال، وحاز العديد من الجوائز.
هيرماوان كارتاجايا Hermawan Kartajaya: أحد الخمسين معلمًا الذين شكَّلوا مستقبل التسويق وفقًا لمعهد التسويق المهني في المملكة المتحدة، ومؤسس شركة (Markplus.Inc).
إيوان سيتياوان Iwan Setiawan: كاتب ومهتم بمجال التسويق.