السنة محفوظة بحفظ القرآن
السنة محفوظة بحفظ القرآن
إذا ما تأمَّلنا قول الله (عز وجل): ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، نجد أنه (سبحانه وتعالى) وعد بحفظ الذكر كل الذكر ولم يخصص القرآن وحده.
ورجوعًا إلى اللغة العربية نستنتج أن القرآن فرَّق في استخدامه بين القرآن تارةً والذكر تارةً أخرى، فالذكر أعم من القرآن لأن القرآن هو الشيء المقروء، وهو وصف بالمصدر انقلب إلى اسمية وصار علمًا على آيات الله، لكن الذكر أعم وأشمل، إذ إنه ليس كل ذكر منزل من الله يكون قرآنًا بالمعنى المخصوص به القرآن، والدليل قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، فالذكر هنا مقصود به ما تنزَّل على أهل الكتاب وهو بطبيعة الحال ليس قرآنًا وإنما هو داخل في ما يمكن تسميته وحيًا من الله، وهذا ما يُحتج به على منكري السنة أكثر من احتجاجهم السطحي بهذه الآية على أن القرآن وحده هو المحفوظ؛ لأن التفسير الأصح للآية يقتضي أولًا الاعتراف أن القرآن ليس وحده الذكر المقصود بالآية؛ وأن الله تكفَّل بحفظ الذكر سواء أكان قرآنًا أو غير قرآن؛ كالسنة الصحيحة مثلًا، ولأن عموم الذكر في هذه الآية لا يمكن أن يدخل فيه ذكر أهل الكتاب لما طرأ على كتبهم من تبديل وتحريف، إضافةً إلى عدم اشتراط الإعجاز في اللفظ والنظم للذكر المحفوظ، ويلزم من هذا دخول السنة في عموم الذكر الذي تكفَّل الله بحفظه، والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
الفكرة من كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
انطلق الشيخ عبد الله الشهري في هذا الكتاب من التعامل مع التاريخ كشرط وحجة لإمكانية تحقق المعرفة، ثم الانطلاق من هذا الشرط المعرفي لإثبات حجية السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذا التحقق التاريخي المعرفي.
كما انطلق من النظرة الكلية إلى التاريخ باستخدام العقل والواقع ودلالات القرآن لتحديد الأطر العامة التي تؤكد تحقُّق المعرفة من التاريخ من جهة، والاشتباك والتماس مع التفاصيل الجزئية التي تؤسس لقضايا هذه الأطر العامة وتثبت إمكاناتها وصحتها من جهة أخرى.
مؤلف كتاب إمكان التاريخ وواقعية السنة
الشيخ والدكتور عبد الله سعيد الشهري: سعودي الجنسية، باحث في علم الاجتماع ومهتم بالملف الفكري، وهو مؤلف ومترجم، وكان قد حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة لستر، والماجستير في اللغويات التطبيقية من جامعة نوتنغهام في بريطانيا، وبكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام سعود الإسلامية.
إضافةً إلى اشتغاله محاضرًا، عمل مستشارًا إداريًّا في التعلم التنظيمي ومنهج تعليم اللغة الإنجليزية،
وله عدد من المؤلفات والترجمات، ومنها:
ثلاث رسائل في الإلحاد.
آفاق علمية ورؤى نقدية.
المخرج الوحيد.
كما قام بترجمة كلٍّ من كتاب “أحقًّا نريد تغييرًا مستمرًّا؟!”، وكتاب “وهم الشيطان”.