السمنة.. مخاطر ومضاعفات
السمنة.. مخاطر ومضاعفات
تنقسم السمنة إلى شكلين رئيسيين؛ إما سمنة بداية الأحداث، وتكون بسبب زيادة (عدد) الخلايا الدهنية، حيث تتوزَّع الدهون والخلايا الجديدة على محيط الجسم ومركزه، وترتبط غالبًا بزيادة تناول الطعام وزيادة ترسيب الدهون، أما الشكل الثاني فهو سمنة بداية البالغين؛ وتكون نتيجة زيادة (حجم) الخلايا الدهنية، حيث تحدث بعد عمر العشرين بسبب خلل في الغدد الصماء والهرمونات مثل نقص هرمون الغدة الدرقية وجار الدرقية.
وتمثِّل مضاعفات السمنة خطرًا على معظم أجهزة الجسم تقريبًا، حيث إنها على مستوى القلب والأوعية الدموية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية واضطرابات انقباضية وتصلُّب الشرايين الذي يحدث عندما تزداد نسبة الدهون غير المشبعة في الأوعية الدموية عن الحدود الطبيعية، فتبدأ في الترسب في جدرانها وتصبح أسمك وتبدأ في التصلُّب ويضيق نصف قطر الوعاء، ومن ثم تزداد مخاطر نقص التروية الدموية لمختلف الأعضاء.
أما مرض السكري فيحدث نتيجة نقص في فاعلية هرمون الإنسولين، وقد أثبتت الأبحاث أن أكثر من 80٪ من مرضى السمنة مصابون بالسكري، ولعل السبب يكمن في أن الدهون الزائدة تحت الجلد وحول العضلات قد تؤثِّر في مستقبلات الإنسولين، ومن ثم لا يستطيع الإنسولين إدخال الجلوكوز من الدم إلى الأنسجة، وتسمَّى تلك الحالة بـ”مقاومة الإنسولين insulin resistance”.
كما تشيع جدًّا أمراض المفاصل والعظام بسبب الدهون والحجم المتزايد عليها وبخاصةٍ في الركبتين والأرجل والفقرات القَطَنية، وتزداد احتمالية الفتق البطني، لأن الدهون تعمل على ضعف جدار البطن وعضلاته، أيضًا أثبتت آخر الدراسات أن السمنة ترتبط ارتباطًا ما ببعض السرطانات والإصابة بها مثل سرطان بطانة الرحم وسرطان القولون والمريء وسرطانات الكلى والبنكرياس، بل الأخطر من ذلك أن نسبة الوفيات فيها لذوي الأوزان الطبيعية أقل بكثير من المُصابين بالسمنة.
كما تحدث مضاعفات تنفُّسية لأن الدهون الموجودة تحت عضلة الحجاب الحاجز تؤثِّر على نحو كبير في حركته، فيصاب المريض بضيق تنفُّس شبه دائم يزداد سوءًا بزيادة الوزن باستمرار، وعند النساء البدينات يصبح عدم انتظام الدورة الشهرية هو السائد، وقد تطول فترات الحمل، ويتعرَّضن للإصابة بتسمُّم الحمل أكثر من غيرهن.
الفكرة من كتاب السمنة والنحافة
إن السمنة بلا شك هي داء العصر، وأصبحت تمثِّل ضغطًا وتحديًا دائمًا في عقول المسؤولين عن الصحة في العالم، فتارةً يهتمُّون بنشر الوعي عن السِّمنة ومخاطرها، وتارةً يستحدثون أدوية جديدة وجراحات فريدة للتخلُّص من السمنة بصورة حاسمة.
وفي هذا الكتاب يقدِّم الكاتب السمنة بصورة كافية وافية، حيث يعرض بدايةً تعريف السمنة وأسبابها والمخاطر التي تؤدي إليها ثم يبيِّن الطرق المختلفة لعلاجها، وأخيرًا يقدِّم نبذة مختصرة عن النحافة وأنواعها.
مؤلف كتاب السمنة والنحافة
جاسم محمد جندل: كاتب وطبيب عراقي، ولد عام ١٩٥١ في نينوى، حصل على البكالوريوس عام ١٩٧٠ وماچستير الكيمياء الحيوية ١٩٨٥ في جامعة كوروكشترا بالهند، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها، وأصبح عضوًا في الهيئة الاستشارية لتحرير مجلة الحيوانات الصغيرة الأمريكية، وتم انتخابه واحدًا من مجموع ثلاثين أستاذًا متميزًا حول العالم لإنجازاته المثمرة.
له مؤلفات عديدة، من أشهرها:
الطب الشعبي.
موسوعة المرأة.
أمراض العصر.
موسوعة الطفل.